مظاهرات حاشدة، تنبأ كثيرون بأنها قد تكون صحوة روسية أو ربيعا روسيا على غرار الربيع العربى الذى ثار فيه شباب العرب ضد الديكتاتورية والفساد. الشعب الروسى كان ضحية لدويتو السلطة الروسى، الرئيس ديمترى ميدفيديف ورئيس وزرائه فلاديمير بوتين، اللذين يتبادلان أدوار الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس الحزب الحاكم فى ما بينهما فقط، فى صورة باتت واضحة ومدبرة تحت قناع الديمقراطية. ولكن ما شهدته الانتخابات التشريعية الأخيرة من تزوير لصالح حزب روسيا الموحدة الحاكم بقيادة بوتين، كان القشة التى تعلق بها الغاضبون الروس لينتفضوا عن صمتهم للمطالبة بإعادة الانتخابات ورحيل بوتين وكل من تورط معه فى هذه التمثيلية الانتخابية. استقالة بوريس جريزلوف المتحدث الرسمى باسم مجلس الدوما -المجلس الأدنى من الكرملين- وأبرز حلفاء رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين، بعد 8 سنوات فى المنصب، إشارة إلى بدء الاستجابة إلى مطالب المتظاهرين، فباستقالته يختفى أحد سيّئى السمعة بالكرملين، الذى أصبح موطنا لليمقراطية المدارة والسيادية، عن أعين العامة. بعض المحللين يرون أن استقالة جريزلوف محرضة من قبل الكرملين نفسه، حيث من الواضح أنه يبحث عن أكباش فداء لتهدئة الغضب الشعبى. وإنه كان متحدثا للمجلس منذ كان الحزب الحاكم يتمتع بأغلبية دستورية، وكان الوضع هادئا تماما بعكس ما هو عليه الآن. ويضيفون أن المتحدث الجديد ينبغى أن يتمتع بشخصية جذابة ويكون قادرا على التحاور مع المعارضة. ولكن جريزلوف يصر على أنه استقال بمحض إرادته لأنه لا يريد أن يسيطر على الحياة السياسية. وتأتى هذه الاستقالة على خلفية تعهد الرئيس الروسى بفتح تحقيق فى المخالفات التى شهدتها الانتخابات الأخيرة. وفى آخر التطورات بخصوص موجة الغضب الروسية، صدق المسؤولون بموسكو على إذن بمظاهرة جديدة للمعارضة ضد الانتخابات يوم الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة، بحد أقصى 50 ألف شخص للمشاركة فيها. واختار المسؤولون للمحتجين مكانا بعيدا عن مقر الكرملين، حتى إنه أبعد من المكان الذى اندلعت فيه مظاهرة السبت. وحتى الآن عبّر 19 ألف روسى عن رغبتهم فى المشاركة عبر شبكات التواصل الاجتماعى.