التهنئة واجبة لصعود المنتخب الأوليمبى إلى أوليمبياد لندن ولكن الانبهار والانسحاق أمام هذا الإنجاز التاريخى ليس واجبا علينا إلا إذا كنا نعيش فى نظام مبارك البائد عندما كان يتحول الفوز التافه فى بطولة تافهة إلى إنجاز عالمى للمصريين ونصر، تتوقف عنده عجلة التاريخ وعلامة فارقة فى عمر البشرية وتنقلب مصر، صغيرها وكبيرها لتسبّح بحمد الأبطال وتقبّل التراب تحت أقدامهم وربما نقبل أحذيتهم، إرضاء للسيدين جمال وعلاء مبارك اللذين ساندا المنتخب أمام أعاصير الكارهين والحاقدين وصدّا عنهم هجوم التتار من النقاد والصحفيين وناموا إلى جوارهم وحرسوهم حتى أسعدوا المصريين بإنجازهم وصعودهم بمصر إلى المحافل العالمية، وعندما نخسر ونحصد الخيبة يخرج حراس الوطن والمتحدثون باسمه يقذفون الخصوم بالطوب ويلقون بالمسؤولية على كارهى البلاد والمندسين من الشعب المصرى، فإذا وجدوا الشعب المصرى خانعا خاضعا ألقوه على الجزائرى أو الجابونى أو أى شعب ماشى قصادهم فى الشارع. ورغم اختفاء الرئيس ونجليه من المشهد فإن القائمين على اللعبة والمنتخبات لم يتخلصوا بعد من أمراضهم، ولم يكد يعلن صعود المنتخب إلى الأوليمبياد بعد أن حل ثالثا فى التصفيات الإفريقية التى جرت فى المغرب حتى فتحت حنفية التصريحات المحفوظة من أيام الطاغية وبدأها الكابتن هانى رمزى عندما قال إن الفوز على السنغال والصعود إلى الأوليمبياد جاء ليرد على المشككين، حيث إن كل صحفى أو ناقد أو مقدم برنامج أو مواطن عادى انتقد أداء المنتخب فى الدورة الهزيلة التى لعبها فهو مشكك وحاقد وكاره ومتربص بالوطن الكروى والفوز عندما يتحقق فهو هزيمة لشقيقك المواطن الذى انتقد أو عبر عن رأيه أو علق بالسلب على أداء المنتخب وبهذه الطريقة التى ورثناها من عهد الفرعون السابق يتم تقسيم البلاد بين مواطنين مخلصين ومحبين لوطنهم ولا يتكلمون إلا بالشكر والتقدير للسيد الرئيس ونجليه واللاعبين وجهازهم الفنى والقيادة وحكمتها، والنصف الثانى مواطنون مرتدون على حب الوطن والولاء لقائده ومستبعدون من الفرحة باعتبارهم مشككين ومندسين، وهؤلاء يتحولون مع الوقت وزيادة الإلحاح من الكابتن هانى رمزى وجهازه المعاون ولاعبيه إلى كارهين بجد لأى نصر لهذه المجموعة. ومن منطلق تقديرى للكابتن هانى رمزى وطمعى فى أن يكون مختلفا عن الآخرين ومتفتحا فى الفكر وراقيا عند الاختلاف، فعليه أن لا ينجرف خلف حملة الصاجات لأنه تربى فى مجتمع أوروبى مختلف عنهم، وهذا ما كنت أظن أنه يميزه عن باقى المدربين المحليين النظام والفكر والتحرر والعلم واحترام الاختلاف. ولهانى رمزى أقول «مبروك وبالتوفيق» إلا أننى أعيب عليه مرة أخرى سماحه لإدارى الفريق علاء عبد العزيز لينتقد الإعلامى خالد الغندور ويتهمه أنه كان السبب الرئيسى لخسارة الفريق أمام المغرب وأن انتقاداته الهدامة أثرت فى معنويات اللاعبين ودمرتهم نفسيا وأحبطتهم حتى جاءت الخسارة من المغرب ليثأروا بعدها لكرامتهم وينتقموا من المشككين والهدامين ويفوزوا على فريق السنغال ويصعدوا إلى أوليمبياد لندن، وعن نفسى لم أسمع ماذا قال خالد أو غيره من الزملاء الإعلاميين أو بعض النقاد الصحفيين الذين تجاوزوا حدود الأدب وانتقدوا المنتخب الأوليمبى على أدائه الهزيل فى أولى مباراتين وخروجه من المنافسة على المركز الأول للتصفيات، ولكن ما أفهمه أن الإدارى الجاهل، الذى انتهز فرصة فوز المنتخب لينتقم من الغندور بسبب انتقاده الدائم للفلة هانى أبو ريدة (ولى نعمة الإدارى) أدان نفسه والجهاز الفنى بالكامل بتأكيده أن اللاعبين كانوا يتابعون ما ينشر ويذاع ويكتب فى الصحف والفضائيات ويتأثرون ويحزنون ويكتئبون، بل ويخسرون أيضا، وهو ما يدل على حالة التسيب وعدم الانضباط وغياب الوعى عن الجهاز الفنى والإدارى، فألف باء الإعداد النفسى والعصبى فى الدورات المجمعة هو عزل اللاعبين عن المؤثرات والأحداث، حتى لا يُشتَّتوا ويفقدوا تركيزهم. وظنى أن هذا هو دور المدير الفنى والجهاز الإدارى.. مش كده ولّا إيه يا كابتن هانى؟