المتأمل عدد الأقباط الذين ترشحوا فى الانتخابات البرلمانية التى تدور رحاها الآن لا يتعدى عددهم فى كل الأحزاب التى خاضت الانتخابات أو الذين خاضوا الانتخابات مستقلين نحو 70 مرشحا قبطيا، الغريب أن معظمهم تم ترشيحه من جانب الأحزاب لا برغبة ذاتية منه. الأحزاب الإسلامية التى تتغنى كل يوم بالمساواة بين المصريين جميعا فى كل الحقوق والواجبات وأنها لا مانع لديها فى ترشيح الأقباط على قوائهما ما داموا يتمتعون بالجنسية المصرية، غاب عن قوائمها ترشيح الأقباط بشكل كامل فى الانتخابات الحالية، وحتى «التحالف الديمقراطى» الذى يقف على رأسه حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين لم يرشح سوى 5 مرشحين فقط لا يوجد أحد منهم من حزب الحرية والعدالة على الإطلاق. وكان مصدر مطلع داخل «الحرية والعدالة» قد قال إن عرضا قد تم عرضه على نائب رئيس الحزب القبطى، رفيق حبيب بالترشح لكنه رفض. أحزاب النور والأصالة والبناء والتنمية لا تعترف بحق القبطى فى دخول البرلمان فكيف ترشحه على قوائمها، وهو ما قاله سلفا أحد قيادات التيار السلفى، عبد المنعم الشحات الذى قال إن دخول الأقباط البرلمان أمر يحتاج إلى دراسة شرعية وإنهم لن يرشحوا أقباطا على قوائم الحزب. ويرى بعض الأقباط أن وضعهم فى القوائم غير جيد وأنهم مجرد تجميل سياسى فقط لا غير، خصوصا ترشيحات «التحالف الديمقراطى» الذى لم يرشح سوى 5 مرشحين فقط، فقد قام «التحالف الديمقراطى» بترشيح 3 منهم فى مناطق النفوذ القبطى مثل منطقة شمال القاهرة التى تضم شبرا والساحل وروض الفرج والشرابية والأميرية والزاوية والزيتون، التى يعتبرها البعض معركة تكسير العظام بين الأقباط وبعضهم بعضا. الأحزاب الليبرالية كان لها نصيب الأسد من ترشيح الأقباط فقد قام الحزب المصرى الديمقراطى بترشيح 18 قبطيا على قائمته منهم 12 قبطيا على قائمة «الكتلة المصرية»، وأيضا حزب المصريين الأحرار الذى رشح 70 قبطيا لمجلسى الشعب والشورى ومنهم بقائمة «الكتلة» فاز منهم فى البحر الأحمر سامح مكرم عبيد، و«التحالف الديمقراطى» الذى يضم حزب الحرية والعدالة وحزب الكرامة وحزب الغد وقام بترشيح ثلاثة أقباط، منهم أمين إسكندر المرشح على شمال القاهرة وحزب الوفد الذى رشح 37 قبطيا للمجلسين، منهم 15 قبطيا على قوائم الشورى و3 أقباط على مقاعد الفردى بالشعب. ورشح حزب الإصلاح والتنمية ومؤسسه رامح لكح عددا من الأقباط، وجاءت قائمته بوضع ثلاثة أقباط بوضع سامح انطوان على أول القائمة لدائرة شمال القاهرة ورومانى خليفة بشمال الجيزة ورامى لكح بوسط القاهرة وصبرى إسحق على المقعد الفردى بجنوب القاهرة وعيد أنور فرج بدائرة بولاق الدكرور. أحمد أبو بركة المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة، يرفض بشكل قاطع تقسيم المرشحين طبقا للفروق الدينية أو العرقية، مشيرا إلى أن «التحالف» لا يختار سوى من يتمتع بالكفاءة والقدرة على التمثيل النيابى الجيد ولا اعتبار لدين أو عرق فى هذا الأمر، رفض أبو بركة الحديث عن أن الأقباط تم إقحامهم على قوائم «التحالف الديمقراطى» كنوع من التجميل السياسى، مشيرا إلى أن حزبه ينظر للمصريين جميعا على حد سواء لا فرق بين قبطى ومسلم، ما داموا يتمتعون بالجنسية المصرية والكفاءة على قيادة البلاد فى الاتجاه الصحيح الذى يرتضيه الشارع المصرى. محمد نور المتحدث الإعلامى لحزب النور السلفى يرى أن عدم ترشيح أقباط على قوائم «النور» يعود إلى أن «النور» تجربة حزبية لم تتعد الأشهر الخمسة ولذا فهم فى طور ترسيخ القاعدة الشعبية للحزب، ولذا لم يجدوا من يتناسب وبرنامج حزب النور للترشح على قوائمه فى الانتخابات البرلمانية من الأقباط. وحول عدم ترشيح «النور» الأقباط لعدم اعترافه بهم كمصريين كاملى الأهلية، رفض نور هذا الكلام جملة وتفصيلا، مشيرا إلى أن مصر تمر بمرحلة تحرر وطنى ولذا فعملية الاختيار للمرشحين لن تكون على أساس الدين أو العرق بل على أساس التوافق والكفاءة.