كتبت مقالا منذ يومين عبرت فيه عن تفاؤلى بمهمة وزارة الرياضة فى الوقت الحالى، لما أراه من أهمية متميزة لها لإنقاذ الرياضة المصرية من الفشل والاندحار فى الوقت الراهن. وأملت فى الدكتور كمال الجنزورى أن يجد شخصا مناسبا وملائما للوزارة حتى يصل بها إلى حال أفضل مما هى عليه الآن. ولكن انتهى حلمى بعد ثوان معدودة، لأننى علمت بأن الوزارة قيد التنفيذ حتى الوصول إلى شخص يديرها. وفوجئت أيضا بأن أسماء طُرحت كثيرة كلها تنطبق عليها شروط التقليدية وممارسة الرياضة دون الأخذ بالاعتبار ثقافتهم وفكرهم أو حتى إنجازاتهم الإدارية. ولن أقحم نفسى فى ما ليس لى به خص أو شأن، ولكننى سأتحدث عن النقطة التى ما زالت عقبة شائكة فى نهضة الرياضة المصرية ككل. وزارة الرياضة لا وزارة الشباب والرياضة، حلول جذرية كان من الممكن أن تظهر لنا على الساحة من خلال إنشائها ومن خلال إعادة هيكلتها واعتمادها فى شكل جديد ينهض بها إلى المستوى الذى ترتقى معه بنا كرياضيين وكرياضة نبحث فيها عن الوصول إلى الإنجازات. ولكن يبدو أن الحلم أصبح كابوسا، وسنعيش مرة أخرى تحت المجالس القومية، والوزارات المدمجة التى لن تسمن ولا تغنى من جوع. دائرة الوزارت تتغير فى مصر، وأسماء الوزراء تتغير ما بين مرموق ومغمور، إلا الرياضة التى أصبحت مريضة بداء الشيخوخة والهرم من كثرة الأسماء التى تتتابع كالكراسى الموسيقية ولا تتغير. ولعل الدكتور كمال يفطن لنقطة هامة جدا، هى أن الإصلاح السياسى فى مصر يعتمد على عدة وزارات، من أهمها وزارة الرياضة التى أصبحت تُستخدم لإلهاء الشعب فى وقت الأزمات، بل والاختلاسات التى أصبحت لا تُحصَى. فكم سمعنا عن ملايين صُرفت من أجل لعبة لم نرَها حتى على شاشات التلفاز، أو عن مشاريع للعبات من المفترض أنها توجد فى المحافل الأوليمبية ولم نرَها. يا دكتور كمال، عدم تشكيلك وزارة رياضة من وجهة نظرى يعد كارثة فى حق الرياضة فى مصر. ولا يزال لتشكيلها متسع من الوقت لأنه من وجهة نظرى يوجد لدينا كوادر متميزة قادرة على رفع مستوى الرياضة المصرية، وبالمناسبة هم من الشباب المتميز المتحفز، لا من الأسماء التى نتحفظ جميعا عليها، والتطوير فى الرياضة يبدأ من وزارة الرياضة يا سيادة الوزير.