أسدل الستار علي أول انتخابات برلمانية تشهدها مصر بعد الثورة وكانت محافظة الأقصر من المحافظات التي يجري بها الانتخابات في المرحلة الأولي لتكون بذلك من أولي المحافظات التي تتنسم رياح الديمقراطية . أعلنت النتائج النهائية لانتخابات 2011 بعد الجولة الثانية مساء أمس – الثلاثاء- التي أسفرت عن فوز الدكتور عبد الموجود راجح درديري مرشح حزب الحرية والعدالة فردي على مقعد الفئات ب 120509 صوت كما فاز بمقعد العمال خالد عبد المنعم مجاهد مرشح حزب الحرية المنبثق عن الوطني المنحل وعضو مجلس الشوري السابق عن نفس الحزب ب 104630 صوت . أما قوائم الأحزاب التي انتهت من المرحلة الأولي فقد أظهرت النتائج فوز قائمة حزب الحرية والعدالة ب 118 ألف صوت تلاها قائمة حزب النور 50 ألف صوت ثم الكتلة المصرية41 ألف صوت وعقب ظهور النتيجة رصدت التحرير آراء الشارع الأقصري التي جاءت متباينة ومختلفة إلي حد كبير . الجميع أكد علي أن انتخابات الأقصر بالدائرة الوحيدة بالمحافظة كانت معركة حامية بسبب إعادة تقسيم الدوائر وضم دائرتي اسنا وارمنت لدائرة الاقصر لتبقي المحافظة السياحية دائرة واحدة تشمل ستة مراكز هي قسم الأقصر ومركز الأقصر واسنا وارمنت، وطيبة، والقرنة . مما أشعل لهيب المنافسة وجعلها معركة شمالية جنوبية بين الأقصر كمدينة وأسنا وأرمنت فى الجنوب من جهة . في الجولة الأولي تنافس 78 مرشح للفوز بمقعدين وهو العدد الأكبر من المرشحين في تاريخ الانتخابات بالاقصر . كما تنافست 12 قائمة حزبية ب 48 مرشح علي قوائمها هم أحزاب الحرية، الحرية والعدالة، المحافظين، الوفد الجديد، مصر الحديثة، النور، الإصلاح والتنمية، حراس الثورة، الوسط الجديد، المصرى الاجتماعي الديمقراطي، العدل، الكتلة المصرية، ليصبح عدد جميع المرشحين 126 مرشح علي مستوي المحافظة سواء قوائم أو فردي من فئتي العمال والفئات على أن يفوز 6 مرشحين فقط إثنان على الفردى و4 على القوائم. عبد المنعم محمود أحد الشباب يقول: المرحلة الأولي شهدت منافسة شديدة بسبب كثرة عدد المرشحين وتزايد الإقبال علي التصويت من قبل معظم المواطنين الذين خرجوا من كل حدب وصوب للادلاء باصواتهم، أما المرحلة الثانية وجولة الاعادة فقد شهدت تناقصا ملحوظا لأعداد الناخبين وهدوءا شديدا في كل اللجان بسبب عدم خروج الكثير من المواطنين أنصار المرشحين الذين خسروا في الجولة الأولي . فنسبة التصويت في المرحلة الأولي كانت تاريخية وتجاوزت ال 50 % أما في المرحلة الثانية وجولة الاعادة فتراجعت النسبة بشكل كبير جدا ولم تصل الي 30 % ، ويشير عمر هاشم من شباب الثورة إلي أن المكسب الحقيقي تمثل في الايجابية التي تحلي بها المواطنين في الأقصر للخروج بكثافة للادلاء بأصواتهم في المرحلة الأولي بعكس مرحلة الإعادة . أما دينا سمير، فأعربت عن سعادتها لفوز جماعة الاخوان المسلمين بنسبة كبيرة وحصولها علي ثلاث مقاعد بالاقصر، مقعدين لقائمة الحزب، ومقعد للفردي . وأشادت ببرنامج الحزب الاصلاحي وقوة مرشحيه بعكس بقية الأحزاب التي ملأت الدنيا ضجيجا بدعايتها ومؤتمراتها ولم تحصل علي أي مقاعد . إبراهيم خليل من إسنا أكد أن الفلول مازالوا يروجون لأفكارهم ويبثون سمومهم السوداء من خلال إنشائهم لأحزاب منبثقة عن الحزب الوطني تقوم بالمنافسة في الانتخابات البرلمانية بترشيح فلول علي قوائمها بقصد فرض الهيمنة والسيطرة واحتلال البرلمان لإصدار تشريعات وقوانين تتفق وأهوائهم الخاصة أو لقضاء مصالحهم الخاصة وهو ما لوحظ بشدة في الأقصر من خلال حزب الحرية أحد أفرع الحزب الوطني والذي راح ينافس بشدة و قام بترشيح فلول علي قوائمه وعلي مقاعد الفردي في الشعب والشوري . والدليل على ذلك هو تمكن أحد مرشحي الحزب وهو خالد فراج مجاهد عضو مجلس الشوري السابق وعضو الوطني المنحل من الفوز بمقعد الفردي بعد خروج كل مرشحي الحزب من المنافسة من المرحلة الأولي لتكون الاقصر من ضمن المحافظات التي يفوز فيها التيار الاسلامي وتيار الفلول أما بيتر نبيل مرشد روسى أعرب عن قلقه من سيطرة الاسلاميين علي البرلمان بعد فوزهم في الاقصر واشار إلي أنه لا يقلقه نجاح الفلول بقدر ما يقلقه فرض هيمنة الاسلاميين علي البرلمان وتحكمهم في سن قوانين وتشريعات تعرقل الحياة السياسية في مصر وتذهب أدراج الرياح بالديمقراطية التي نبغيها ونادينا بها في ميدان التحرير.