هل كان الإحتجاج السلبى للمواطنين وراء التراجع الكبير والملحوظ فى الإقبال على التصويت فى جولة الإعاد بعد الطوابير الانتخابية الطويلة التى شهدتها اللجان فى الجولة الأولى ؟أم أن الإقبال على الصناديق فى تلك الجولة كان أمرا إستثنائيا عاد بعدها الشارع المصرى لطبيعته العازفة عن المشاركة السياسية ؟أم هناك اسباب أخرى لذلك التراجع ؟. الدكتور أحمد عبدالله أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة الزقازيق أرجع إنخفاض نسب مشاركة الناخبين في جولة الإعادة إلى قصر النفس الذي يعاني منه المصريين خاصة وأنهم حديثي عهد بالمشاركة السياسية فمن نزل في الجولة الأولي لن تكون لديه قابلية للنزول مرة ثانية إضافة الي الإنهاك الشديد الذي أصاب كل الناخبين وإنتظارهم في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم . عبدالله أشار إلي أن حملة المناحة التي شنتها الاحزاب والتيارات السياسية تعليقا علي تقدم التيار الاسلامي في الجولة الأولي وما بثوه حول التشكيك في صحة الانتخابات وما فعلة التيار الإسلامي وبعض الفلول من التأثير علي الناخبين والتشكيك في صحة نتائج الفرز وقدرة الشعب المصري علي المشاركة الإيجابية في اولي خطواته نحو الديمقراطية دون تأثير من أحد كان سببا في عزوف الكثير من الناخبين عن المشاركة في جولة الإعادة . «المشاركة هتقل في المرحلة الثانية» هذا ما توقعه عبدالله بالنسبة لمشاركة الناخبيين في الجولة الثانية مشيرا إلي انها ستشهد إقبالا كبيرا من الناخبين بنسب مرتفعة ولكن أقل من نسب مشاركة المرحلة الأولي نتيجة لإستمرار العوامل السابقة. فيما أرجع أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس الدكتور أحمد عكاشة تراجع الناخبين عن المشاركة في جولة الاعادة إلي عدم شعورهم بتأثير أصواتهم في سير العملية الإنتخابية مشيرا الي ان الناخبين نزلوا الي الانتخابات كنوع من جس النبض ومعرفة هل ستسيطر اي كتلة أو فئة علي البرلمان ام لا ؟ وبعد إعلان النتائج وسيطرة التيار الاسلامي علي الكثير من الاصوات وإنحصار المنافسة بين الإتجاة الاخواني والاتجاة السلفي الأمر الذي فسرة البعض بإعتماد أسس الإختيار علي الاساس الطائفي وتحولت العملية الانتخابية بأكملها الي عملية طائفية شعر الناخبين بالإحباط وتخوف الاقباط من البرلمان القادم وتراجعوا عن المشاركة في جولة الإعادة . عكاشة حذر من وقوع الكثير من أعمال العنف والشغب في المرحلة الثانية من الانتخابات مشيرا الي تحويل العملية الانتخابية الي الإعتماد علي الأسس الطائفية والقبلية والعصبيات سيلعب دورا كبيرا في وقوع أعمال العنف الذي لم نشهده في الجولة الاولي. أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس الدكتورة ثريا عبدالجواد رأت أن الوسائل والأساليب التي إستخدمها التيار الإسلامي في المرحلة الاولي لإغراء الناخبين بالمشاركة والتي كانت سببا في حشد شريحة معينة من الناخبين وهي الشريحة المغيبة غير المتعلمة إضافة الي المتعلمين والمثقفين الذين كان لهم رغبة حقيقية في المشاركة وممارسة الديمقراطية كان عاملا كبيرا في إظهار العملية الإنتخابية في مصر بصورة بهرت العالم إلا أن التقدم الذي أحرزة التيار الإسلامي في الجولة الاولي كان سببا في تراجع الكتلة الكبيرة من المتعلمين عن المشاركة في جولة الإعادة نتيجة لرفضهم سيطرة التيار الاسلامي علي البرلمان كما ان هذا التقدم كان مطمئنا للتيار الاسلامي مما جعلهم يمتنعون عن الاساليب الاغرائية لغير المتعلمين وهو ما منعهم من المشاركة . ثريا أشارت الي ان الشعب المصري يتصرف عكس التوقعات دائما لتمتعه بحالة من المزاجية ولذلك لا يمكن توقع أفعاله في أحيان كثيرة لافتة الي انه من الممكن أن تشهد المرحلة الثانية توجها كبيرنحو اختيار الناخبيين للتيار الليبرالي لعكس نتائج المرحلة الاولي .