إعتبرت صحيفة هأرتس الإسرائيلية أن الانتخابات التي بدأت في مصر سجلت إنجازين كبيرين أولها حقيقة إجرائها في ظروف ضاع فيها اليقين، وثانيها وجود نسبة مشاركة تاريخية وصلت إلى 52% في الجولة الأولى. وإعتبرت الجريدة أن هذه الانتخابات حظيت بشرعة شعبية كبيرة وذلك رغم فوز الإخوان ب 40% والسلفيين ب 20% وذلك أصبح يثير قلق في كل ما يتعلق بالتوجهات الجديدة في مصر. إلا أن الجريدة إعتبرت أن الأعداد الكبيرة التي شاركت في المرحة الأولى دلت على حالة من الهيستريا أكثر من كونها صورة حقيقية للأوضاع، ويبقى التأكد من رغبة المصريين في نزع السلبية عن أنفسهم وكسر حاجز الخوف في جولة الإعادة وباقي الجولات التي ستستمر حتى منتصف يناير تقريبا. وقالت الجريدة أن أنه في حالة فوز الإخوان فعلا ب 40% في الجولة الأولى فأن الأمر يضمن لهم قرابة 44 مقعدا في البرلمان حتى قبل الإعادة من بين 498 وفقط في حال حافظ الإخوان المسلمون في جولة الإعادة وفي جولات الانتخابية القادمة على نسبة متقاربة فإنهم سيصبحون الحزب الأكبر في البرلمان الذى سيمكنه أن يطالب بتشكيل الحكومة. كما اعتبرت الجريدة أن تصريحات محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة حول تكوين حكومة إئتلافية كان هدفه تهدئة التيارات الليبرالية والعلمانية والقبطية أو حتى الجيش، بذلك فان الإخوان أصبحوا يتصرفون مثل حزب النهضة الإسلامي في تونس والذى يحاول تكوين حكومة ائتلافية مع أحزاب علمانية. وقالت الجريدة أن الإخوان يعلمون يقينا مدى قوة ميدان التحرير والذي يلعب حاليا دور «ضمير مصر» ولم يتحقق بينهم فإن الميدان من شأنه أن يتحول إلى ساحة صدام بين التيارات العلمانية والليبرالية وبين التيارات الإسلامية. ونوهت الجريدة إلى أنه من غير من الواضح ما إذا كان الإخوان المسلمين سيسارعون لضم حزب النور السلفي إلى إئتلافهم، وعمليا حتى الفترة التي سبقت الانتخابات ظهرت خلافات إيديولوجية وسياسية بين التيارين في الوقت الذي أتهم فيه حزب النور الإخوان المسلمين بالتعاون الوثيق مع المجلس العسكرى الأعلى. واعتبرت الجريدة أن الإخوان سوف يسعون لتكوين إئتلاف مع الليبراليين على السلفيين علاوة على أنهم سيسعون للحفاظ على علاقة جيدة مع الجيش لكى يضمنون تأييده ليس فقط في الحكومة التي ستتشكل ولكن أيضا في ما يتعلق بالدستور الذى ستتم صياغته بعد الانتخابات. وبالنسبة للجيش قالت الجريدة أن الأمر سيشكل ثورة تاريخية حيث سيكون خاضعا للمرة الأولى لقيادة سياسية برئاسة الإخوان المسلمين ولكن حين يضطر الجيش «لابتلاع حبة الدواء المرة» سيفعل الإخوان ذلك أيضا. واعتبرت الجريدة أن نتائج الانتخابات البرلمانية سيكون كالتالي «السياسات الداخلية والتعليم وباقى الشئون المدنية» ستعتمد على تسويات بين الأحزاب السياسية، بينما ستبقي السياسات الخارجية والأمن في عهده الجيش ومن هنا فأن العلاقات مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل وإيران أو سوريا والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الإستراتيجية العسكرية المصرية سوف تتأثر بشكل ضعيف نسبيا بسبب التحول السياسي.