السلفيون يحاولون تغيير أسلوبهم فى الحديث، وذلك بعدما حصدوا ما يقرب من 20% من أصوات المرشحين فى المرحلة الأولى من الانتخابات، نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور السلفى قال ردا على رسالة الشيخ القرضاوى التى أرسلها مطالبا السلف ب«أن لا يركبوا دماغهم»، إنهم فى الحزب يرحبون بنصحية ورسالة الشيخ القرضاوى على الرحب والسعة لما يتمتع به القرضاوى من مكانة علمية بين المسلمين على مستوى العالم العربى والإسلامى. بكار أضاف ل«التحرير» فى معرض حديثه عن تصريحات عبد المنعم الشحات، القيادى بحزب النور السلفى، التى قال فيها إن روايات نجيب محفوظ تحض على الرذيلة والدعارة «لا نريد للصحافة أن تكون محكمة تفتيش، وإن تصريحات الشحات كانت تتعلق برواية (أولاد حارتنا) التى كتبها نجيب محفوظ ورفضها الأزهر». وتساءل بكار: كيف يرفض الأزهر تلك الرواية ونقبلها نحن؟ وحول موقف النور من الأدب والشعر قال إن حزب النور يقر بالأدب ويحترمه ويحترم أهله، ويرى من رموزه الجيدين صادق الرفاعى، وقال إن الحزب يقر أيضا بجودة أعمال نبيل فاروق كلها صاحب سلسلة «رجل المستحيل»، وأحمد خالد توفيق صاحب سلسلة «ما وراء الطبيعة»، ومن الروايات العالمية يرى أن هناك روايات جيدة مثل روايات آجاثا كريستى، ومن الشعراء يرى أن فاروق جويدة من الشعراء الجديرين بالاحترام. وكان الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، قد دعا السلفيين إلى الصبر وتحمل مخالفيهم فى الرأى والعقيدة، وقال إنهم لديهم القدرة على طمأنة المتوجسين من وصولهم إلى الحكم، وأضاف فى رسالة له على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»: «السلفيون يخوضون تجربة جديدة لم يخوضوها من قبل فى مصر، ولم يعرفوا ما تتطلبه منهم، فلا بد أن يوطنوا أنفسهم على الصبر مع الآخرين، وتحمل المخالفين، وتدريب النفس على تغيير كثير من الطرق والأساليب القديمة». وأوضح: «العاقل من تعلم من زمنه، واستفاد من إخوانه، ولم يركب رأسه فى سبيل معتقداته الخاصة، دون نظر فى الأهداف والنيات والعقبات، ويجب على السلفيين تخفيف خطابهم للفئات المختلفة عنهم فى العقيدة والدعوة والسلوك». من جهته، قال الدكتور نبيل فاروق ل«التحرير» إن اهتمام التيار السلفى برواياته قد يكون مستندا إلى حرصهم على قراءة كل ما هو منضبط أخلاقيا، وهو ما يجده القارئ فى كتبه، حيث لا يتناول قضايا كالجنس، مضيفا «التيار حين يرى عملا أدبيا يتسم بالمقومات الأدبية التى يغمرها الالتزام يقبلون عليه، وإذا غاب طابع الالتزام عن الرواية هجروها وهاجموا كاتبها»، مشيرا إلى أن سيد قطب كان له موقف جيد من الأدب، وأنه يتمنى أن يعود السلفيون فى هذ الشأن. فى حين قال د.أحمد خالد توفيق إن نادر بكار اتصل به وطلب منه عمل ندوة لم يتم ترتيبها بعد، وأضاف قائلا «لقد فعل ذلك معى برقى وتهذيب رغم أنه يعرف جيدا أننى أختلف معهم كثيرا جدا.. لكن ما يقوله السلفيون عن نجيب محفوظ مقلق فعلا، خصوصا أنه يأتى مبكرا، ومع رجل أرّقته فكرة الإيمان والبحث عن الحقيقة فى كل رواياته تقريبا، كما أنه معنى أدبى شامخ لو استغنينا عنه لاستغنينا عن الأدب المصرى أصلا، ولما كتبت أنا وآخرون حرفا واحدا. وختم خالد تصريحاته ل«التحرير» قائلا «رجاء أن تقرأه يا نادر مرة أخرى ولا تقل لى (أولاد حارتنا)، لأننى لا أحب هذا العمل فنيا (فقط)... لو قلت هذا اليوم ومع نجيب محفوظ فماذا ستقول بعد عام ومع من هو أقل منه موهبة؟!».