الاحتجاجات والتظاهرات باتت تملأ الشوارع التونسية تعبر عن مدى التوتر الذى تعيشه البلاد رغم تجربة الانتخابات التى وصفت بالنموذجية وحاز حزب النهضة الإسلامى فيها الأغلبية، فأغلبية النهضة لم تمكنه من الحفاظ على استقرار الأوضاع الأمنية، حيث تحول ميدان «باردو» المواجه لمقر البرلمان الذى يعقد فيه المجلس التأسيسى جلساته إلى مكان دائم للاعتصامات، تعبر فيه مختلف شرائح المجتمع عن غضبها من انتشار البطالة وتردِّى الأوضاع الاقتصادية، إلا أن الميدان كان أول من أمس مسرحا للصراع بين مؤيدى الأحزاب العلمانية الذين يرغبون فى تحجيم الدور الذى يمكن أن يلعبه الحزب الإسلامى فى «تونس ما بعد الثورة» ومناصرى النهضة الذى أراد أن يثبت أن له شعبية فى الشارع فأخرج تظاهرة مضادة تدافع عن حزبه والمجلس التأسيسى وتهاجم التطرف العلمانى فى صورة أشبه بالتظاهرات التى خرجت فى ميدان العباسية لتأييد المجلس العسكرى والمطالبة ببقائه فى السلطة. بدأت التظاهرتان فى التراشق بالهتافات التى سريعا ما تحولت إلى تراشق بالحجارة ومواجهات عنيفة جعلت الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، بعدما تحول الكر والفر بين المؤيدين والمعارضين لما يشبه «موقعة الجمل».