ثمة تجمع يدعى «مجلس أمناء الثورة»، أصدر بيانا يوم 22 نوفمبر يطالب فيه بأشياء كثيرة مهمة، ومنها: «إقاله حكومة عصام شرف بكامل هيئاتها، وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى لإدارة شؤون البلاد بالكامل، وعودة المجلس العسكرى إلى ثكناته وقبول كل ما تكلفه به حكومة الإنقاذ». وهذا الكلام الطيب، يتفق عليه من فى ميادين التحرير المصرية. لكن يوم الجمعة 2 ديسمبر، أصدر «مجلس أمناء الثورة» بيانا آخر، يختلف تماما عن بيانه السابق، إذ يدعونا فيه إلى فض الاعتصام! ويقول «من المصلحة الوطنية أن يأخذ المعتصمون فى ميدان التحرير استراحة محارب»، ثم يخوفنا مما سيحدث إذا لم نستجب له، إذ يقول «ويخشى مجلس أمناء الثورة من أن يؤثر انصراف جزء كبير من المعتصمين بالميدان إلى المشاركة فى الانتخابات، واستغلال جهات مشبوهة أجواء الانتخابات للاستفراد بمن تبقى فى الميدان». وهنا نسألهم: إذا كنتم جزءا من الثورة، وتخشون على الثوار فى التحرير، فلماذا لا تنضمون إليهم بدلا من محاولات تثبيط همتهم العالية؟ ثم يتحدث البيان عن «محاولات تشكيل حكومة جديدة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد لمدة شهرين على الأكثر». ولا أدرى كيف يريدون من الثوار المعتصمين من أجل دم الشهداء أن يقبلوا بحكومة مسخرة مكونة من الفلول والأرزقية؟! فما كان يصح أبدا أن يصدر مثل هذا البيان المثبط ممن ينتسبون إلى ثورتنا النبيلة، فبيانهم هذا يتم استخدامه فى وسائل الإعلام «المضللة» ضد أبطالنا المعتصمين فى أصعب الظروف والأجواء. فإذا كان لكم رأى يا سادة يا كرام، فلماذا لا تذهبون إلى الميدان، وتقولونه للثوار مباشرة؟! ألم يكن هذا أفضل من استخدامكم مع آخرين للهجوم على ثورتنا المستمرة حتى رحيل العسكر، وتحقيق حكم ديمقراطى يستحقه شعبنا العظيم؟! وقد اجتمع الثوار والمعتصمون على اختيار الدكتور أحمد حرارة -الذى فقد عينيه بعد إصابة اليمنى يوم 28 يناير، واليسرى يوم 19 نوفمبر- متحدثا رسميا باسم ثوار ميدان التحرير. لكن د.أحمد وجه رسالة إلى الثوار من خلال فيديو متداول على «الفيسبوك»، قال فيه إنه لا يصح اختصار الميدان فى شخص واحد، وكذلك لا يصح أن يكون هناك متحدث باسم الميدان. إذ اعتبر أن القوة الحقيقية فى الجماعة، لا فى ممثل واحد عنها، وعبر عن تخوفه فى حالة اختياره أن يتم تشويه صورته. وشدد د.أحمد على المطالبة بأن لا ننسى قضية إنهاء الحكم العسكرى لصالح أى قضايا هامشية أخرى. وقد تأثرت كثيرا بكلمات الطبيب البطل، ولكنى أتمنى أن يكون أحمد حرارة الاسم الأول ضمن مجموعة مختارة من الأسماء الثورية، للتعبير بشكل رسمى عن رأى الثوار فى الأحداث الجارية، وللحديث مع وسائل الإعلام بطريقة واضحة تعبر عن رأى موحد لميدان التحرير. وأتفق تماما مع ما قاله بطلنا النبيل عن ضرورة أن ندرك جميعا أن قضيتنا الأهم، هى التخلص من حكم العسكر الرابض فوق صدر الوطن منذ ستين عاما!