سوء التنظيم وضيق المكان، وتأخر بدء عملية الفرز، كل هذا أدى إلى مهازل تنظيمية فى عملية فرز أصوات الدائرة الأولى «قائمة» والثانية «فردى» بشمال القاهرة، التى تضم (الزيتون والأميرية وحدائق القبة والوايلى) بمقر كلية السلام التجارية-بنات بجسر السويس. المشاهد التى أفسدت العملية الانتخابية، التى مرت على مدار يومين فى المرحلة الأولى كانت كثيرة أبرزها قيام المراقبين وأعضاء اللجان باستخدام كشافات الموبايل، لتوفير الإضاءة لأنفسهم، خصوصا أن بهو المدرسة وحديقتها اللذين يقومون بفرز الأصوات فيهما، لا توجد فيهما أى أنواع إضاءة، وهو ما زاد الأمر سوءا، كما وجد عدد من أعضاء ورؤساء اللجان أمام حمامات المدرسة، وجلسوا لفرز الأصوات لعدم وجود أماكن يجلسون فيها كباقى الأعضاء، بينما انتشر عدد كبير من الصناديق الملقاة على الأرض بشكل عشوائى، وكذلك وجود صناديق من دون أعضاء أو رؤساء لجان لفرزها.. رئيس اللجنة رقم 1363 ومقرها مدرسة الزيتون الإعدادية بنات بالزيتون، أحمد محمد، انتقد رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبد المعز إبراهيم لعدم التنظيم، مضيفا أن كل هذا يتلخص فى ما يحدث فى عملية الفرز والحالة غير الآدمية التى يرونها. أحد رؤساء اللجان والمسؤول عن لجان منطقة القبة، قال إن رئيس اللجنة العليا للانتخابات استخدم سياسة الاستعباد مع القضاة، خصوصا فى عملية الفرز، التى عوملوا فيها معاملة غير آدمية للغاية، مشيرا إلى أن قرارات رئيس العليا للانتخابات كانت خاطئة منذ بداية إجراء الانتخابات، لافتا إلى أن القضاة استحملوا كل المتاعب حتى تنتهى الانتخابات بخير، خصوصا أنها الأولى فى مصر من ناحية النزاهة والشفافية. وحضر إلى مقر اللجنة فى الساعات الأولى من الصباح المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، وقدم اعتذارا إلى جميع القضاة القائمين على عملية الفرز بدائرة شمال القاهرة ورؤساء اللجان فى الدائرة، عن الجو غير الآدمى الذى يمارسون فيه عملهم، قائلا: «الآن تفوقتم على أنفسكم من أجل إتمام أعظم عملية انتخابية فى التاريخ والوصول بها إلى بر الأمان»، مؤكدا أنه سيتم تقديم شكوى رسمية للاحتجاج على هذه الأوضاع.