كان اليوم الثانى فى الانتخابات أكثر صخبا من اليوم الأول، فمع استمرار تدفق الناخبين إلى اللجان فى الإسكندرية، ازدادت الانتهاكات التى دفعت جنود القوات المسلحة الموجودين أمام اللجان الانتخابية إلى إطلاق الأعيرة النارية فى الهواء لتفريق مجموعة من البلطجية أثاروا الرعب بين الناخبين إثر اقتحامهم الشارع الذى يوجد به أحد المقرات الانتخابية بمنطقة الحضرة فى الإسكندرية. رئيس اللجنة القضائية أصدر قراره بغلق اللجنة لما يزيد على 20 دقيقة إلى حين عودة الأمر إلى الاستقرار حيث لاذ البلطجية بالفرار، وروى شهود عيان روايتين للواقعة، الأولى تتعلق بهجوم مجموعة من البلطجية حاملين عديدا من الأسلحة البيضاء (سيوفا وسكاكين ومطاوى) على مدرسة «العروة» بالحضرة فى دائرة باب شرق بغرض بث الرعب والخوف فى نفوس الناخبين، بينما ترددت رواية أخرى أن سيارة ميكروباص صدمت مواطنا ونزل منها 4 أشخاص، الأمر الذى أثار غضب الأهالى فتجمعوا لضرب السائق وسعوا لإحراق السيارة فأطلق رجال الجيش طلقات نارية فى الهواء، ونجح فى تفريقهم وعاد الهدوء إلى المقر الانتخابى سريعا، وتم استئناف التصويت. من ناحية أخرى، قدمت عزة النقيب المرشحة على مقعد الفئات بالدائرة الثانية، بلاغا اتهمت فيه الإخوان والسلفيين بتمزيق لافتاتها وأرفقت به «سى دى». كما تقدم كريم محروس ببلاغ بعد رصده كمراقب لجمعية أنصار حقوق الإنسان بالإسكندرية، قيام ممثلى حزبى الحرية والعدالة والنور بتوزيع الدعاية الانتخابية بأشكال مختلفة أمام مدرسة «بورسعيد التجريبية» لافتا إلى أنه قام بتفويض محاميه لإجراء معاينة على الطبيعة وإثبات الواقعة. وفى مدرسة «فاروق جرانة» بمقر دائرة المنتزه، تمت سرقة حقيبة يد من إحدى السيدات، كما سُرق موبايل من أحد المرشحين فى أثناء وقوف الناخبين أمام المقرات الانتخابية. وكان جنود القوات المسلحة، قد أغلقوا اللجان الانتخابية البالغ عددها نحو 1000 لجنة بمحافظة الإسكندرية، وذلك بعد قيام قضاة اللجان العامة بتشميع صناديق الاقتراع العامة، والأبواب فى اليوم الأول من الانتخابات، أول من أمس (الإثنين) فى تمام التاسعة مساء، بينما رفض بعض القضاة الالتزام بالمواعيد التى أعلنها مستشار اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبد المعز إبراهيم بمد فترة التصويت ساعتين أخريين. وقال رئيس إحدى اللجان بالمعهد الدينى بمنطقة العصافرة: لم نتلق إخطارا رسميا سواء من اللجنة العامة للدائرة أو اللجنة العامة للمحافظة، وأكد أنه التزم بآخر خطاب رسمى تسلمه لتطبيق بنود غلق اللجان، بينما استمر تجمهر الناخبين أمام المدرسة للإدلاء بأصواتهم. المستشار حسنى السلامونى، رئيس نادى مجلس قضاة الدولة وعضو اللجنة العامة بدائرة المنتزه، أكد أن جميع الصناديق تم تشميعها داخل مقراتها ولم تغادر موقعها وفق التعليمات لرؤساء اللجان المختلفة، على أن يتولى حراسة كل لجنة فرد أمن من القوات المسلحة والداخلية وأنه لم يسمح بدخول المندوبين إلى المقرات للبيات بها. فى الوقت نفسه، رفض القضاة مسألة وجود المندوبين داخل المقرات الانتخابية خصوصا فى دوائر الرمل ومينا البصل، ومحرم بك، والمنتزه، فقام عديد من وكلاء ومندوبى المرشحين بعمل لجان شعبية ودوريات متنقلة حول المقرات. وكان أكثر الناس حرصا على الوجود أعضاء حزب الحرية والعدالة، والمنتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفى، وبعض شباب الثورة وائتلافاتهم، بينما واصل أنصارهم الترويج لمرشيحهم حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، مع استعراض للعضلات بأن حصيلة اليوم الأول من الانتخابات فى صالحهم للتأثير على أصوات الناخبين خلال اليوم التالى، وكان أكثرهم حدة جماعة الإخوان المسلمين. المبارزة بين السلف والإخوان توقفت سويعات قليلة من بعد منتصف ليلة أول من أمس، بينما بدأت عقب أداء المواطنين صلاة الفجر ممن حرصوا على أدائها فى المساجد، متوجهين بعدها إلى مقرات اللجان مبكرا للإدلاء بالصوت، تكرارا لمشهد اليوم الأول خصوصا من كبار السن.