هذا هو الفارق بين لاعبى الأهلى والزمالك! فإدارة الأهلى لم تصرف حتى لحظة كتابة هذه السطور باقى مستحقات اللاعبين عن الموسم الماضى، ولهم جميعا دون استثناء، 80٪ من نسبة المشاركة فى المباريات، بينما لم يحصلوا على 75٪ من الدفعة الأولى من عقد الموسم الحالى، ورغم ذلك لم نسمع لهم صوتا ولم يخرجوا للصراخ على الفضائيات أو ينسجوا حكايات خيالية عن أقساط الشُّقق والعربيات ومصاريف مدارس العيال والعلاج والمستشفيات وحكايات الشحاتين فى إشارات المرور كما يفعل لاعبو الزمالك، فإذا علمنا أن الأزمة المالية فى الأهلى ليست وليدة اليوم، وأن التأخير قد يطول بعض الوقت، وأن الإدارة أبلغتهم أن المشكلة لن تُحل فى القريب العاجل فسنقدّر إلى أى درجة هؤلاء اللاعبون محترمون وملتزمون ومقدِّرون حجم المشكلة التى تمر بها البلاد والظروف الضنك التى تعيشها الأندية، ويأتى هذا الصمت والاحترام من جميع اللاعبين وأولهم الغاضبون من مانويل جوزيه أو الجالسون على دكة انتظار أوتوبيس الرحيل. والقول إن إدارة الأهلى صارمة وباسطة سيطرتها على اللاعبين وقادرة على إرهابهم إذا ما خرجوا عن السياق أو تمردوا على النظام وتمسك فى يدها كرباجا لجلد من يحاول التشهير أو التعريض بالسمعة المالية للنادى، ليس كلاما صحيحا فى عمومه فالحياة الكروية مفتوحة ومن لا يرد الأهلى سيجد أندية أخرى تدفع أكثر وكرباج الإعلام الذى عاش به النادى لسنوات طويلة لم يعد قادرا على إرهاب قطة فى ظل القنوات والصحف المفتوحة على مصراعيها للتعبير عن كل الآراء والاتجاهات، ومن يتضامن مع الأهلى سيجد أمامه عشرة يدافعون عن اللاعب، فالقصة اختلفت تماما ومصر تغيرت فى عشرة أشهر ما لم تتغيره فى ثلاثين عاما. وهنا يأتى السؤال: لماذا لاعبو الأهلى مهذبون ومحترمون ولا يهينون النادى المتعاقدون معه ولا يشهرون به بينما لاعبو الزمالك ثائرون وغاضبون ومتمردون ومشهِّرون بنادى الزمالك؟ الإجابة هى العدل وضيق الفوارق المالية بين اللاعبين، بمعنى أن المسافة بين عقود اللاعبين الكبار أو النجوم واللاعبين الصغار أو متوسطى النجومية أو الشباب، قريبة من بعضها وتتراوح بين نصف مليون و2,5 مليون جنيه (الاستثناء الوحيد أبو تريكة 3 ملايين جنيه) وبين الرقمين تتراوح العقود وفقا لخبرة اللاعب وموهبته ومشاركاته وتأثيره على نتائج الفريق فى سنوات تعاقده السابقة وعوامل كثيرة تتحكم فى تحديد الرقم بما لا يخل بالعدل ولا يزيد الفوارق بين اللاعبين ويُحدِث الفتنة والفُرقة داخل نسيج الفريق. الأمر الثانى وهو لا يقل أهمية عن سابقه هو عدم تدليل لاعب على حساب الآخر، وليس معنى أنك نجم أو صوتك عالٍ أن تحصل على مستحقاتك، فالجميع سواسية فى الأزمة، أبو تريكة مثل رامى ربيعة، وهو عكس الأمر فى نادى الزمالك، فالفوارق المالية شاسعة، إذ تجد من يحصل على 9 ملايين (شيكابالا) وآخر سبعة (ميدو) وثالث خمسة (عمرو زكى) ورابع أربعة ملايين وربع المليون (محمود فتح الله) ثم تنهار فجأة العقود إلى 150 ألف جنيه (جنّش). هذا الفارق الشاسع والقائم على غير أساس موضوعى أو فنى يشرخ الفريق ويدفع اللاعبين إلى التمرد والعصيان، ويزيد الطين بلة انحناء الإدارة أمام اللاعبين أصحاب العقود الكبيرة، فشيكابالا يهدد بالرحيل فيحصل على مليونى جنيه، وعمرو زكى يشكو النادى فى اتحاد الكرة فيتم تغطية عقده من مستحقات النادى لدى اتحاد الكرة، وحازم إمام يلقى الفانلة على الأرض ويشهِّر بالنادى فى الفضائيات فيوضع 100 ألف جنيه فى حسابه البنكى. هذا هو بعض ما يصنع الفارق بين لاعبى الأهلى والزمالك.