النتائج النهائية للانتخابات المغربية أكدت ما أشارت إليه التقارير الأولى عن حصول حزب العدالة والتنمية ذى المرجعية الإسلامية على أكثرية مقاعد البرلمان. وكالة الأنباء المغربية أعلنت حصول الحزب الإسلامى المعتدل على 107 مقاعد من أصل 395 مقعدا، أى أكثر من ربع مقاعد البرلمان، مما يمكنه من تشكيل حكومة جديدة بحسب التعديلات الجديدة فى الدستور، وإن كان سيضطر إلى الدخول فى تحالف مع حزب الاستقلال الذى يتزعمه عباسى الفاسى رئيس الوزراء السابق المنتهية ولايته، بعدما حاز المركز الثانى بحصوله على 60 مقعدا. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران يتوقع أنه سيكون رئيس الحكومة الجديدة، بحسب تصريحاته إلى وكالة «قدس برس» أمس (الإثنين). «سيطرة إسلامية على شمال إفريقيا»، توصيف قاله عدد من المراقبين، وهو ما قد يكون ملموسا بصورة كبيرة عقب فوز «العدالة والتنمية» الذى بات ثانى حزب ذى مرجعية إسلامية يفوز فى الانتخابات التشريعية إثر الربيع العربى، حيث فاز سابقا حزب النهضة فى تونس، ومن المتوقع أن يحوز «العدالة والحرية» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر على أغلبية مقاعد البرلمان، والأمر ذاته فى ليبيا. وفى سياق متصل، فشل معظم أقارب ملك المغرب محمد السادس فى الانتخابات البرلمانية، وهو ما استغلته وسائل الإعلام المغربية الرسمية للدعاية لمليكهم، حيث صدرت الصحف صباح أمس (الإثنين) وعدد من المواقع تتحدث عن نبأ فشل الشقيقين حسن وجمال أمحزون خالىّ العاهل المغربى فى الفوز، فى حين لم يتمكن عبد الواحد بناتى عم زوجة الملك من الفوز كذلك، رغم ترشحه على قوائم العدالة والتنمية، وهو ما استغلته الصحافة للدعاية للعاهل، واعتبرته مؤشرا على المناخ الديمقراطى الجديد الذى يعيشه المغرب عقب التعديلات الدستورية التى أدخلت البلاد مرحلة جديدة. «الأغلبية الصامتة مستعدة للانفجار»، ذلك كان البيان الذى أصدرته جماعة العدل والإحسان الإسلامية المتشددة، التى قاطعت الانتخابات بجانب حركة «20 فبراير»، والتى قالت فيه إن الانتخابات أظهرت أن أغلبية الشعب المغربى غير مهتم بإصلاحات الملك. وقال القيادى بالجماعة فتح الله رسلان إن «ربع المغاربة شاركوا فى الانتخابات بسبب ضغوط مسؤولين حكوميين». تصريحات رسلان تماشت مع تقرير أصدره المعهد الديمقراطى بأمريكا، والذى كان مراقبا للانتخابات، وأكد أنه كان هناك نقص فى حماسة الناخبين، وهو ما ظهر فى العدد الكبير من الأصوات الباطلة التى تشير بحسب التقرير للحاجة إلى إصلاحات أعمق وأكبر.