الداخلية تستخدم فى حربها ضد الأبرياء غازات محرمة دولية، هذا ما قطع به خبراء فى الغازات السامة وكيميائيون التقتهم «التحرير» إذ أكدوا أن الغاز المنتشر فى شارع محمد محمود وما حوله يحوى موادّ مسرطنة تتسبب فى الإصابة بالتسمم، وضيق التنفس ومن ثم الاختناق. بداية يعد غاز «سى إس» أخطر وأكثر شراسة من «سى آر»، الذى تستمتع قوات الأمن على ما يبدو بإلقائه على المتظاهرين فى شارع محمد محمود منذ يوم السبت الماضى، بحسب الدكتور أحمد محمد، أستاذ العلوم بجامعة القاهرة، مؤكدا أن الغاز الأول مادة مسرطنة تتسبب فى الإصابة بالتسمم، مؤكدا أن طريقة التعامل معها تكون من خلال استخدام الخميرة والخل بالرش على الوجه دون ملامسته حتى لا يتسبب فى حروق بجلد الوجه. بينما أكد أستاذ العلوم أن الغاز المستخدم هناك، وقام باستنشاقه مساء أول من أمس (الثلاثاء) هو غاز «الكربون مونكسيد» الذى يتحد مع مادة الهيموجلوبين متسببا فى عدم وصول الأكسجين إلى الجسم مما يؤدى إلى ضيق التنفس والاختناق لذا ينصح باستخدام البخاخات اليدوية للموجودين فى الاشتباكات فى هذه المنطقة. الدكتور جمعة النجار أستاذ العلوم بجامعة القاهرة، أوضح أنه قام بالتعاون مع الدكتور أحمد عبد الفتاح بطب قصر العينى، بأخذ عينات من الغازات التى يتم إطلاقها فى ميدان التحرير فى تمام الساعة الثانية عشرة، وجار تحليلها -حتى مثول الجريدة للطبع- وتبين من المؤشرات المبدئية أنها غاز«DM»، موضحا أنه يعد من أكثر أنواع الغازات إحراقا وفاعلية وسُمّية بعشرة أضعاف الغازات الأخرى، وهو ما جعله محرما دوليا منذ عام 1956، وله تأثير مدمر على الرئتين، وتأثيره على المعدة يؤدى إلى قىء مستمر، ويتسبب فى الوفاة نتيجة سمية الغاز لا الكمية المستنشقة، مما يؤدى إلى بعض الأعراض منها التشنجات التى تؤدى إلى الترفيس على الأرض وتحريك الرأس بشكل مستمر والعجز عن التنفس، وهو ما يؤدى إلى قتل الكثيرين لا نتيجة استنشاق كثير من كميات الغاز بل نتيجة لنوعية الغاز المحرمة دوليا. والمفاجأة أن مصر من بين خمس دول غير موقِّعة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية لعام 1997، التى أدت إلى حظر غاز «السى إس» دوليا مما جعل الدول الخمس وهى: أنجولا وسوريا والصومال وكوريا الشمالية ومصر، غير ملزمة ببنود الاتفاقية التى وقّعت عليها معظم الدول سنة 1993، وفى الفترة بين 1994 و1997 كانت جميع دول العالم باستثناء الدول الخمس.