فى مدن القناة، تشتعل المعركة الانتخابية، ولكن على الطريقة القديمة، حيث عادت ظاهرة البلطجة مجددا، كما تراجعت نسبة الدعاية للمرشحين، ونسبة الإنفاق على الحملات الانتخابية، حيث التف مرشحو بورسعيد على القوائم الحزبية والفردية، حول عمال مصنع «نيوستار» للملابس الجاهزة، مساء أول من أمس، بعدما استعان أحد أصحاب النفوذ وصاحب المصنع ببلطجية، لقهر العمال الذين طالبوا بحقوقهم، مما أدى إلى إصابة خمسة منهم، نُقلوا إلى مستشفى بورسعيد العام. كان نحو 500 من عمال المصنع وقفوا شارع محمد على أمام منطقة الاستثمار، معلنين اعتصاما مفتوحا، للمطالبة بتقليل ساعات العمل، وزيادة الحوافز، وتوقُّف تعنت مسؤولين أتراك فى معاملة العمال، وإعلان المصنع تصفية نصف العمال، وهى المطالب التى قابلها صاحب المصنع (السيد المنصورى) بالرفض، ثم استعان بنحو 40 بلطجيا للاعتداء على العمال لإجبارهم على فض الاعتصام، رغم حضور الشرطة والجيش. الناشط السياسى، ومؤسس حركة «كفاية»، جورج إسحاق، استنكر الواقعة، والتقى خلال جولته الانتخابية العمال المضربين، الذين دعاهم إلى مسيرة سلمية للمطالبة بحقوقهم، ومساواتهم بالعامل الأجنبى، وتوفير قانون يحمى حقوقهم، التى يسيطر عليها المستثمر الأجنبى. كان مرشحو أحزاب النور والحرية والعدالة والمصريين الأحرار والوسط والتحالف الشعبى الديمقراطى وحملتى دعم البرادعى وجورج إسحاق وتكتل شباب بورسعيد وحركات سلمية وفدائى والاشتراكيين الثوريين وبورسعيد، أعلنوا تضامنهم مع العمال. وفى السويس، بدت الانتخابات أهدأ، لا تعكسها فقط الحركة غير السريعة أو المنتظمة للمرشحين، ولكن يعكسها أيضا حديث فئة «الخطَّاطين»، الذين هم صلب الحركة الدعائية لكل مرشح أو قائمة، والذين أكدوا ل«التحرير» أن العمل والدعاية فى الانتخابات الحالية أقل بكثير من الانتخابات السابقة، التى كان المرشحون ينفقون فيها الملايين على الدعاية، «الشغل قليل.. ولم يعُد الأمر كما كان».