«إحنا مش بتوع حد.. إحنا أنت.. وأنت إحنا.. وإحنا واحد».. شكل جديد من أشكال الدعاية الانتخابية غير المباشرة، التى بدأ البعض من ذوى اللحى والجلباب، ترويجها فى شكل ملصقات انتخابية، تحت عنوان «منسقية العمل السياسى الانتخابى الإسلامى.. مستشارك الانتخابى برلمان ورئاسة.. جميع الخدمات مجانا». الدعاية لدى هؤلاء ارتكزت على كلمتى «إسلامى» و«كفء»، كمعيار لانتخاب المرشح، لأن صاحب هذه المواصفات -حسب دعاية السلفيين- «هيخاف ربنا فينا ويسهم فى إدارة ونهضة البلد». ولقياس رد فعل تلك الحملة الدعائية من جانب مطلقيها وضع أنصار الدعوة السلفية رقمى هاتف يتصل بهما الناخب ليحدد النائب «الإسلامى الكفء» الذى اقتنع به، «بص إحنا عندنا لجنة متخصصة حطت معايير اختيار.. ودى مش وصاية على حد.. دى نصيحتنا الخالصة ورأينا اللى وصلنا له بعد مجهود كبير وأنت حر فى اختيارك»، حسب الحملة الدعائية.. خبير شؤون الجماعات الإسلامية بمركز دراسات «الأهرام» يسرى العزباوى، قال إن هذه الحملة توجيه صريح للمواطنين لاختيار مرشح بعينه -وفق رؤية الإسلاميين ومصالحهم- وهذا طبقا لقوانين اللجنة للانتخابات الخاصة بالدعاية الانتخابية ممنوع تماما، مطالبا العليا للانتخابات بالتحقيق فى الأمر. العزباوى رأى أن هناك مشكلة واضحة فى جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، تتبلور فى استغلالهم الدين بشكل صريح، مضيفا أن توجيه الناخب بهذه الطريقة لن يؤثر على مستقبل مصر السياسى، ولكن سيؤثر على المرحلة الانتقالية، خصوصا فى ظل حالة الانفلات الأمنى التى تتزايد مؤخرا، محذرا من مرحلة عنف بسبب الانتخابات، واعتبر الحملة دليلا على ضعف اللجنة العليا للانتخابات فى تطبيق قوانين تنظيم العملية الانتخابية، وظهر هذا جليا فى الجدل حول شعار «الإسلام هو الحل، مضيفاً أنه فى ظل حالة الأمية الشديدة والجهل السياسى، سيلجأ الناخب إلى الدين لاختيار مرشحه.