ههههههههههههههههههه همّ يضحك وهمّ يبكى.. إحنا فى إيه ولا فى إيه؟ قاعدة يا خويا، أفكر فيما سنفعله يوم 18 نوفمبر للحشد، وما سيتم فى ذلك اليوم، إذ إنه يوافق عيد ميلاد المدون الأسير علاء عبد الفتاح، وأفكر كيف سأدخل ميدان التحرير، حيث إننى منذ استشهاد مينا دانيال وأنا لا أستطيع المرور من ميدان التحرير، لأن مينا كان يجلس، أو يشاغب، أو يغنى، أو يمثل، أو يهتف فى كل شبر فيه، لا يفوته اعتصام، ولا مليونية، ولا ألفية، ولا مئوية، ولا حتى عشرية. وأنا فى خضم كل ذلك إذ بى أفاجأ بأن الجميع تحولت أنظارهم إلى الحفل الماسونى فى الهرم! وقلبت الدنيا رأسا على عقب، وسبايدر طبعا أدلى بدلوه، وأصدرت حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) بيانا، وعلق أحمد ماهر منسق حركة 6 أبريل، الأولانية مش التانية، أصل هم اتنين، بل وانبرى البعض يدافع عن الماسونية! وما الذى يجعل البعض يدافع عن الماسونية؟ هل لأن سبايدر وعمرو مصطفى وتوفيق عكاشة يهاجمونها بشكل هزلى أصبح دور بعضنا الدفاع عنها؟ ثم إن حركة 6 أبريل، بشقيها، مهددة بالفناء الحتمى، إما بالاعتقال، وإما بقتل بعض أعضائها، أو باختطافهم، ماسونية إيه دلوقت؟ جابوا للجدعان عقدة نفسية والله، من كثرة اتهامهم بالماسونية، أصبح أعضاء حركة 6 أبريل يطاردون كل ماسونى سارح على الحيط ويرقعوه بالشبشب. نصيحة أخوية: لا تدخل فى هلومّة الماسونية هذه، لأنها تأكل المخ، وستتحول بعد برهة إلى نموذج يشبه أحمد سبايدر، ومش بعيد نلاقيك نتفت حواجبك وحطيت روج. يبدو والله أعلم أن عمرو مصطفى وسبايدر وتوفيق عكاشة هم ضحايا فيلم اسمه «الواصلون» (The Arrivals)، وهو فيلم من 57 جزءا.. ماتشوفهوش الفيلم ده، ماحدش يشوفه، أنا شاهدته وخرجت سليمة لأننى متدربة على مشاهدة المسلسلات الكورى، لكن لا تشاهده أنت، حفاظا على عقلك الواعى والباطن، وحواجبك فى ذات الوقت، أديك شايف حواجب سبايدر.. تحب تبقى كده؟ الفيلم باختصار يؤكد أن الماسونية تتحكم فى العالم، الظاهر، والخفى، وأن الماسونية تشكل حكومة ظل عالمية، وأن كل الناس ماسون، كلهم كلهم، حتى أنت ماسونى ومش واخد بالك، وأن مصر مركز الماسونية بسبب الفراعنة باين ولا إيه، والموضوع فيه إسرائيل، وأمريكا، والهرم مرسوم على الدولار، والدجال، ويأجوج ومأجوج، واليهود، والفاتيكان، والوثنية، وفرسان المعبد.. وحاجة توفيق عكاشة خالص، أتاريه يا عينى كان بيتكلم عن تزغيط البط. بالطبع الحركة الماسونية موجودة، وهى حركة سرية، ولقد لقنونى منذ طفولتى أن السر ذنب، أنت لا تخفى إلا ما يحِيك فى صدرك وتخشى أن يطلع عليه الناس. أمى وأبويا والتنين البمبى قالوا لى لا تخفى شيئا يا بت يا نوسة، الإخفاء جبن، ومذلة، وإثم، والناس لا تبتزك بما تعلنه عن نفسك، بل بما تخفيه، والسر وهم، لا يمكن إخفاء أى شىء يقوم به الإنسان، كل ما هنالك أنك ستبذل جهدا لإخفاء تصرفاتك، وسيكتشفها الناس آجلا أو عاجلا، وسيعيرونك بسرك، لا لأنه خطأ، بل لأنه سر، ولو أكلت بطيخا فى السر، سيكتشف الناس رائحة البطيخ، وستبذل أنت كل جهد للقسم بأنك لم تأكل البطيخ، وسيقولون لك: يا كداب.. بقعة البطيخ على هدومك أهى.. فستجيب: وربنا ما بقعة بطيخ.. ده أنا قتلت قتيل وده دمه.. فيصرون: كداب كداب.. ده مش دم.. دى بقعة البطيخ.. أكلت بطيخ.. أكلت بطيخ.. وأنت تصرخ: ما أكلتش بطيخ.. ما أكلتش بطيخ.. طب ولازمتها إيه؟ شق البطيخة فى ميدان التحرير أمام الناس جميعا واللى يعرف أبوك يروح يقول له. إذن مما لا شك فيه أن الماسونية وحشة مش حلوة.. وحشة لأنها سرية، ولسنا مضطرين للدفاع عنها لمجرد أن توفيق عكاشة شاهد فيلم «الواصلون» ودماغه اتاكلت.. ربنا يشفيه. ثم إننا لسنا مضطرين للانشغال بالماسونية بالمرة، وليس لدينا أى وقت للتفكير فيها. الدخول فى عالم الماسونية عبر الكتب والأفلام التسجيلية، أمر شيق، ومثير، وملىء بالغموض والألغاز، جربت أنا هذه المرحلة فى حياتى وكنت على مشارف العته.. الكلام ده لما يبقى مش ورانا مدرعات بتدهسنا، ومحابيس فى السجن الحربى، وطرف ثالث، وعمر سليمان رايح للأمير نايف، والأمير نايف جاى لمبارك. لدينا ما يكفينا من الإثارة والتشويق والعنف والحركة، بل ونفتقد إلى خط رومانسى، ولو دقيق، يخفف عنا ثقل ذلك الفيلم الذى يكاد يودى بنا إلى الخانكة. وإذا لم تصدقنى فسل الإخوان المسلمين عن الماسونية، سيؤكدون: الانتخابات أولا.