«نار تحت الرماد» ربما يكون هذا أدق وصف لحالة الغليان المستمر التى تشهدها البحرين، بعكس ما يظهر على السطح، حيث تحاول السلطات الرسمية تجميل الصورة وإقناع الرأى العام العالمى بأن حالة من الهدوء تسود، بينما تستمر القوات الأمنية فى قمع الاحتجاجات وحصار المتظاهرين. قوات الأمن البحرينية أغلقت مساء أول من أمس الطرق المؤدية إلى دوار اللؤلؤة فى العاصمة المنامة بعد اشتباكات مع متظاهرين ضد الحكومة، ونقلت وكالة «أسوشيتدبرس» عن شهود عيان أن الدبابات وسيارات الشرطة طوقت ذلك الموقع محور الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح التى شهدتها المملكة. المتظاهرون المناهضون للحكومة الذين كانوا يحملون الأعلام البحرينية، اشتبكوا مع قوات مكافحة الشغب البحرينية المدعومة بالقوات السعودية فى قرية جد حفص الشيعية، وغيرها من ضواحى العاصمة المنامة، ولكنهم اضطروا للهرب أمام وابل قنابل الغاز المسيل للدموع التى أمطرت الشوارع. الشهود -الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم خوفا من تعرضهم للقمع- كشفوا أن الحصار الأمنى الذى فرضته قوات الأمن على موقع الاحتجاجات فى ميدان دوار اللؤلؤة، جاء بعد أن دعا محتجون بإحدى مناطق المنامة إلى «مسيرة عودة» إلى الميدان الذى اقتحمته قوات الأمن بعد أسابيع من المظاهرات المطالبة بالإصلاح وأخلته من المتظاهرين. ومن جانبه أكد سعيد الشهابى، رئيس حركة أحرار البحرين المعارضة، التى تتخذ من لندن مقرا لها أن «الثورة فى البحرين لن تتوقف»، على الرغم من الدعم السعودى والأمريكى الكامل للنظام القمعى الديكتاتورى لآل خليفة فى المنامة. واستمرارا لمسلسل القمع الذى تنفذه السلطات بعد تسريح مئات العاملين فى القطاع العام، وبينهم موظفو القطاع الصحى، لسحق الاحتجاجات، قررت وزارة الصحة البحرينية تسريح 23 من العاملين وإعادة تعيين 200 آخرين أوقفوا عن العمل فى أثناء حملة على الاحتجاجات المناهضة للحكومة، بشرط تعهدهم ب«الالتزام بالقواعد»، بينما تستمر التحقيقات فى «انتهاكات» مع 428 شخصا، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء البحرين الرسمية.