أكثر من 60 سيارة أمن مركزى، عشرات المجندين والضباط يتوزعون على أطراف ميدان التحرير، أفراد الشرطة العسكرية ومدرعات القوات المسلحة تتمركز عند نقاط حيوية حول الميدان، أمام مدخل كوبرى قصر النيل وفى شارع قصر العينى. مشهد الميدان أمس فى ساعات النهار الأولى وبعد صلاة الجمعة، يُذكر بالصورة التى كان يبدو عليها قبل الثورة. شباب تابعون إلى الطرق الصوفية نظموا عملية الدخول إلى الميدان، من خلال فرق تنظيم وتفتيش. نفر قليل من المتظاهرين وعدد من أهالى الشهداء، استجابوا لدعوة قوى سياسية وطرق صوفية أصرت على دعوة التظاهر أمس، للمطالبة بدولة مدنية تحت شعار «فى حب مصر»، وتمكن نحو مئتى متظاهر فقط من التسلل إلى الميدان، فابتلعتهم ساحته. ومع انطلاق أذان الجمعة من مساجد وسط القاهرة، توجه المتظاهرون إلى مسجد عمر مكرم للصلاة، ولم يؤد أى شخص الصلاة كما جرت العادة فى قلب الميدان. «من كان يعبد مبارك فإن مبارك قد خُلع، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت» كلمات قالها بحماسة خطيب مسجد عمر مكرم، مظهر شاهين، لتلهب مشاعر المصلين، واصفا فتاوى تحريم محاكمة مبارك بأنها غير شرعية. مؤكدا أن ميدان التحرير رمز لوحدة المصريين، ولا يجوز لأحد أن يرفع مطالبه الفردية فيه، واختتم خطبته بالدعاء «اللهم من أرادنا والقوات المسلحة بسوء فرد كيده فى نحره». وبعد الجمعة، جاب عشرات المتظاهرين ميدان التحرير، مرددين شعارات تطالب بدولة مدنية والقصاص للشهداء، وتندد بمحاصرة الميدان، «بينا وبينهم دم شهيد»، «عسكر عسكر ليه، إحنا فى سوريا ولا إيه»، «يا مشير ساكت ليه انت معاهم ولا إيه». عصام محيى أمين عام حزب التحرير المصرى الصوفى، كشف فى أثناء مثول «التحرير» للطبع، عن أن فاعليات مليونية الدولة المدنية، تبدأ بعد صلاة عصر أمس، حيث تنطلق مسيرتان، إلى ميدان التحرير، إحداهما من أمام مسجد الفتح برمسيس، وأخرى من مقر الطريقة العزمية بالسيدة زينب، رافعين أعلام مصر وشعارات تطالب بدولة مدنية، وبعد صلاة المغرب التى سيؤم المصلين فيها الإمام أحمد طنطاوى، إمام وشيخ مسجد الطريقة العزمية، سيتم تنظيم حضرة صوفية يشارك فيها مريدو الطرق الصوفية. قوات الأمن التى انتشرت بكثافة حول الميدان منعت الباعة الجائلين من الدخول. أحد القيادات الأمنية قال ل«التحرير» إنه لن يتم السماح بإقامة إفطار جماعى فى الميدان، لأنه لا توجد تصاريح بذلك. وهو ما رد عليه أحد منظمى الإفطار، رافضا ذكر اسمه، بالقول «سنتحول للإفطار داخل مسجد عمر مكرم والمنطقة المحيطة به».