الديكتاتور السورى بشار الأسد ما زال يعتقد أنه أقوى من إرادة شعب يريد الحياة والحرية والكرامة. قتل من أبناء هذا الشعب أكثر من 3500 نفس منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكمه منتصف مارس الماضى، وفق أحدث تقديرات الأممالمتحدة، غير أنه يبدو كأنه بكل شهيد يسقط على يد جيشه وشبيحته يصبّ مزيدا من الوقود على نار الثورة التى لم تتراجع رغم تفنن النظام فى استخدام كل الوسائل القذرة لإخمادها. تراب سوريا تبلل بدماء 20 شهيدا حصدهم رصاص قوات الأمن والشبيحة أول من أمس الثلاثاء بحسب لجان التنسيق المحلية فى سوريا، بينهم طفلة، واثنان قُتلا تحت التعذيب، و3 متأثرين بجراح أصيبوا بها خلال الأيام الماضية، جميعهم فى حمص المنكوبة، التى يواصل النظام قصفها بالأسلحة الثقيلة وحصارها بلا رحمة منذ أيام، ويمنع عنها المواد الغذائية ومواد الإغاثة الطبية. ووسط دعوات إلى إضراب عامّ اليوم الخميس وسحب المبادرة العربية احتجاجا على ما تتعرض له حمص، يقول المرصد السورى لحقوق الانسان إنه وثّق بالأسماء سقوط 48 قتيلا فى حى بابا عمرو والمناطق المحيطة به فى مدينة حمص خلال الأيام ال10 الماضية، مشيرا إلى أنباء مؤكدة عن وجود 27 جثة لقتلى من حى بابا عمرو والمناطق المحيطة به فى عدد من مستشفيات المدينة لم يتمكن المرصد من توثيق أسمائهم. حملات الدهم والاعتقالات تتواصل فى عدد من المدن السورية، لكن النظام لا يكتفى باعتقال معارضيه والتنكيل بهم فى الداخل، بل مد نشاطه الإجرامى إلى لبنان، فقد أعرب المجلس الوطنى السورى فى رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى عن قلقه إزاء 13 حالة اختطاف لمعارضين سوريين فى لبنان خلال الأشهر الأخيرة. ورغم كل هذا تواصلت المظاهرات المسائية فى عدة أحياء من حمص للمطالبة بسقوط النظام وحماية دولية للمدنيين، بينما خرجت مظاهرات فى عدة مدن سورية من بينها العاصمة دمشق ومحافظة درعا، ردد المشاركون فيها شعارات مناصرة لمدينة حمص، وتتهم الأسد بتدمير البلاد، وطالبوا بإعدامه.