«إن تنصروا الله فلا غالب لكم»، «لله المجد في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة»، آيتان لهما القدسية الأولى وردت في القرآن الكريم، والثانية في الإنجيل المقدس، لكن بعض المرشحين مسلمين ومسيحيين على السواء كان لهم رأيا آخر، فقد استخدموا الكلام المقدس، في دعايتهم الانتخابية الغير مقدسة، وكأن الأمر معركة دينية وليست معركة سياسية التي يصفها السياسيون بأن «السياسة ما هي إلا لعبة قذرة». المجلس العسكري كان له رأيا آخر حيث أصدر مرسوما بقانون بناء على إقتراحات اللجنة العليا للانتخابات بحظر استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية. ياسر الهواري عضو إئتلاف شباب الثورة وحركة شباب من أجل العدالة والحرية والمرشح على مقعد الفئات بدائرة شمال القاهرة، «حدائق القبة والزيتون» وصف الدعاية الدينية بالتزوير، قائلا «هي تزوير أكثر من التزوير الذي كان يقوم به الحزب الوطني، فالحزب الوطني كان يزور في الصناديق لكن الجماعات الإسلامية في دعايتها الانتخابية تزور عقول الناس». وتمنى الهواري تطبيق قانون مخالفة الدعاية الانتخابية بالنسبة للمرشحين الذين يستخدمون الدين في دعايتهم لكنه أشار إلى أنه من الصعب تطبيق القانون، والدليل هو استمرار مخالفات المرشحين في الدعاية دون أن يتصدى لهم أحد. وعلق طارق الخولي- مرشح إئتلاف شباب الثورة في الدائرة الأولى شمال القاهرة «شبرا- فئات»، على استخدام المرشحين للدعاية الدينية في الانتخابات بالخطير لأن الشعب المصري بطبيعته شعب متدين، وهذا استمالة للناس عن طريق الدين. لكن الخولي يرى أن شراء أصوات الناس عن طريق استغلال فقرهم وحاجتهم كما تفعل جماعة الإخوان المسلمين أسوأ من فكرة الدعاية الانتخابية، فهم يأخذون أصوات الناس عن طريق حاجتهم وإطعامهم، وبشوادر اللحوم، ويجب إصدار قانون يمنع هذه المهزلة على حد قوله. كما طالب الخولي بإصدار قرارات تحكم مسألة تكافؤ الفرص بين المرشحين لكيلا تسيطر لغة المال على العملية الانتخابية. من جانبه رحب محمد صلاح عضو الإئتلاف والمرشح في قائمة الثورة مستمرة بدائرة جنوبالقاهرة على مقعد الفئات، بقانون حظر الشعارات الدينية، قائلا «هي خطوة جيدة لكننا ننتظر تطبيقها على أرض الواقع، فإلى الآن مازالت الدعاية الدينية مستخدمة في حملات الإسلاميين».