ناصر السحيمى هناك بلحيته يسير مع زوجته الشابة التى ترتدى عباءة سوداء وحجابا فى حى شعبى ينتمى إلى «دوران شبرا». يدقق هيثم أحمد زكى فى ملامحه وتفاصيله التى يرى أنها اختلفت تماما هذه المرة، تتوالى على رأسه العبارات التى سمعها آلاف المرات «لازال يعيش فى عباءة أبيه الراحل أحمد زكى». العبارة كانت تؤرقه، لكنه يوضح هنا أنه كان فى بعض الأحيان يعتقد بصدق هذه الملاحظة، ويراها بعيدة عن الصواب فى أوقات أخرى، ولكن هيثم زكى أخيرا يتنفس الصعداء حينما أطل بعباءة ناصر السحيمى فى مسلسل «دوران شبرا» بطولة عفاف شعيب ودلال عبد العزيز وأحمد عزمى، بعد أن كان قبلها مختفيا لفترة (قدم فيلم البلياتشو عام 2007 وشارك كضيف شرف فى مسلسل «الجماعة» العام الماضى)، ولكن ترشيح خالد الحجر له لأداء الدور أسعده كثيرا رغم قلقه الشديد من الظهور على شاشة التليفزيون لأنه يخشى أن يكون ضيفا ثقيلا على قلوب المشاهدين إلا أن الحجر طمأنه وقد تخطى هذا الشعور بعد أول أيام التصوير فاستطاع أن يمسك بخيوط الشخصية، تقلبات درامية تشهدها الشخصية التى يلعبها فى المسلسل فهو ليس «إخوانى» ولكنه شخص شديد التدين كما يوضح زكى وسيحدث تطور مفاجئ للشخصية، ولكن سعادته بهذا الدور تخطت الحدود حيث إنها أخرجته من عباءة والده تماما كما أوضح، وهى الوصية التى كان يوصيه بها والده الراحل حيث طالبه بأن لا يكون إلا نفسه، هو هنا حقق وصية والده كما يرى رغم أنه يؤمن بأنه ما زال يحتفظ ببعض ما كان عليه أبوه، كمشيته، ولكنه يرى أنها أمور جينية بحتة لا دخل له فيها، هكذا كانت رؤيته لردود الأفعال التى تلقاها عقب بداية عرض المسلسل والذى كان أهمها خروجه من شرنقة أدوار أبيه الممثل الكبير «توفى فى مارس 2005»، يرى هيثم أن مشاهد المسلسل جميعها كانت صعبة إلا أن أصعبها كان ذلك المشهد الذى قام بتصويره يوم وفاة خاله، الذى كان يعتبره بمثابة أب روحى له، ولكنه بمجرد انتهاء مراسم الجنازة توجه إلى مكان التصوير وقام بأداء المشهد.