ما بين تهديد بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، وإعلان المشاركة فى كل الأحوال، تباينت مواقف القوى والأحزاب السياسية، تجاه إصرار المجلس العسكرى على إجراء الانتخابات، وفقا لقانون مجلسى الشعب والشورى، المثير للجدل. مؤسس حزب الغد، والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة أيمن نور، قال ل«التحرير» إن كل الاحتمالات «واردة»، فى حال استمرار القانون وفقا لوضعه الحالى. مشيرا إلى تنسيق حزبه، مع باقى أحزاب «التحالف الديمقراطى لأجل مصر»، الذى يضم 28 حزبا وحركة سياسية، لاتخاذ «موقف موحد، بداية من النزول إلى ميدان التحرير مجددا، وحتى مقاطعة الانتخابات ذاتها»، وفق قوله. مقرر لجنة الانتخابات فى الحزب المصرى الديمقراطى، هشام إمبابى، رهن هو الآخر موقف حزبه، بنتائج التنسيق والحوار مع باقى القوى والأحزاب السياسية تجاه القانون. لكنه شدد على موقف الحزب الثابت، فيما يتعلق برفض القانون نفسه. «المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كسلطة سياسية، يحكمنا بعقلية النظام السابق»، من وجهة نظر القيادية فى «الجمعية الوطنية للتغيير» كريمة الحفناوى، معتبرة أن موقف المجلس «لا يتوافق مع دولة قامت بها ثورة شعبية». وأضافت قائلة: «انفراد المجلس العسكرى بسن القوانين من جانب واحد، إعادة إنتاج لسياسات النظام السابق، التى كانت تقوم على مبدأ: قولوا ما تريدون، وسنفعل ما نريد». على خلاف وجهات النظر تلك، اختار حزب المصريين الأحرار أن يقف «على البر التانى»، مقررا خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة «فى كل الحالات»، وفقا لما أكده عضو مكتبه السياسى محمد حامد. «القانون الجديد، سيفتح المجال، أمام أصحاب الأموال والبلطجية، لتحقيق التفوق التصويتى»، هكذا يقطع رئيس حزب الوسط المهندس أبو العلا ماضى، استنادا إلى أن أصحاب المصالح سيستغلون اتساع الدوائر، وبعد المسافات فى الانتخابات الفردية، والقائمة، على السواء، لتحقيق أهدافهم. ماضى حذر بوضوح تام، من أن إصرار المجلس العسكرى، على قانون مجلسى الشعب والشورى، وعدم استجابته لمطالب «التحالف الديمقراطى من أجل مصر»، بضرورة تغيير القانون، سيجبر أحزاب التحالف، ليس فقط على المقاطعة، وإنما أيضا على دعوة جموع شباب مصر، للنزول إلى ميدان التحرير، بحثا عن خلق ديمقراطية حقيقية. من جانب آخر، اتخذ نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين الدكتور عصام العريان، موقفا مغايرا، بالإشارة إلى رفضه فكرة مقاطعة الانتخابات «أى حزب جاد لا يجرؤ أن يقاطع الانتخابات