الحجج الواهية تظهر بعد كل إخفاق وتبدد أحلام كرة القدم المصرية التى باتت أسيرة لها. ولست أنكر أو أقلل من أداء منتخبنا للشباب الذى بالتأكيد قدم أداء متميزا فى مونديال الشباب الذى خرجنا منه أمام الأرجنتين بأخطائنا، وليس بالأداء المشرف. فالتغييرات لم تكن فى محلها فى مباراة الأرجنتين، ويتحملها كلها الجهاز الفنى، خصوصا المدرب الذى يطالب الإعلام حاليا بتعيينه مدربا عاما للمنتخب المصرى الأول وكأنه حقق ما لم يحققه جهاز فنى من دولة أخرى. الفريق قدم كرة قدم جميلة أمام السامبا فقط، لأن بنما والنمسا من أقل منتخبات كأس العالم المقامة حاليا بكولومبيا، ولكن لم يكن أيضا الأداء المشرف هو مسؤولية الخروج الذى خرج به الجميع بنغمة واحدة وهى الظلم التحكيمى، ونسينا أننا قدمنا مباراة كان الممكن أن نقضى فيها على ذلك، ولأننا تعودنا أن تكون كلمة الفوز إنجازا وكأنه شىء صعب على فريق أقام أكثر من 50 مباراة ودية دولية، فريق توافر له كل شىء، فريق القوام الرئيسى له يلعب أساسيا مع أنديتهم فى الدورى، فريق يمتلك من الخبرة موسما طويلا على عكس أقرانهم من منتخبات إفريقيا وأخص بالذكر الفريق المرشح الأول بجانب العظماء وهو الفريق النيجيرى على غرار أقرانهم أبطال العالم 2003 من نجوم جون أوبى ميكيل نجم تشيلسى الحالى وأفضل لاعب فى كأس العالم للشباب بجانب الثعلب تايو تايو نجم نادى الميلان الإيطالى. أيام عديدة احتضنت بطولات مونديال الشباب ولم نتعلم من غانا سابقا ولا ونيجيريا حاليا، وأنا هنا أتذكر كلمة للمدرب الذى تحدثت عنه بالأمس الذى اقتنص لقب 2009 وهو السيد سيلاس تيتيه الذى قال: أتيت هنا من أجل طموح اسمه لقب قارى، ولذلك لن أقدم كلمة الأداء المشرف للصحف التى كانت تحمسنى عند نهاية كل لقاء، لأننى أتيت هنا إلى القاهرة لكى أفوز وأحقق لقبا عالميا، ومع الفارق فإننا حلمنا لوقت طويل ولم ننتبه إلى أننا كنا جديرين بتقديم أداء أفضل من ذلك. السادة الإعلاميون الأفاضل، نعم مصر خرجت لأنها لم تتعامل مع المباراة بالشكل الصحيح، السادة الكتاب الموقرون، هدفنا من البداية كان الوصول للأدوار النهائية والمنافسة وليس تقديم أداء مشرف. ومن أجل التطوير والنهوض علينا أن نكون أكثر تفهما ووضوحا من جانب عدة أمور، أولها أن نعالج ذلك الخروج بتسكين الأسباب وليس الذبح، وليس أيضا فى التفخيم والتبجيل الذى دوما ما نستخدمه فى غير محله. ولتظهر عدة أمور على ساحة كرة القدم العالمية، فإن هذا الجيل أسعد المصريين فى وقت عانت فيه البلاد من فتن ومشكلات ليظهر لنا الجيل الذى سنستفيد منه أوليمبيا بإذن الله. خرج هذا الجيل بأخطاء لا بد من الاعتراف بها، ومعها نعترف بإلغاء كلمة الأداء المشرف التى باتت شماعة صلبة للفشل، وأتمنى من كل قلبى أن نستفيد ولو لمرة واحدة من خروج فريق ولماذا خرج دون التهليل والتبجيل؟!