يعنى علاء سيف، الذى هو علاء عبد الفتاح، أؤكد على ذلك لأوضح الأمر للصحفى ب«روز اليوسف» سيد دويدار الذى كتب خبرا عن مؤتمر صحفى ضد المحاكمات العسكرية بالمعهد الثقافى البريطانى، ويقول الصحفى «المؤتمر حضره علاء سيف»، ثم أكد الصحفى أن علاء سيف فوجئ بعلاء عبد الفتاح متهما معه فى نفس القضية.. إيه فيلم كركر ده؟ على أى حال، يبدو أن توتر رشا مجدى كان نقطة تحول فاصلة فى حياة الإعلاميين والصحفيين. عن نفسى كان نقطة تحول فاصلة بلا شك: قتل رفيقى فى الاعتصامات مينا دانيال يوم 9/10، ثم سجن صديقى علاء سيف -اللى هو هو علاء عبد الفتاح- بعدها بأسبوعين، ولو استمر توتر رشا مجدى ينشع علىّ بهذه الطريقة، فسأضطر لأن أذبح عجلا عسى الله أن يفك طلاسم نحس توترها الذى كاد أن يأتى على الأخضر واليابس، لولا «الميراث الحضارى للشعب المصرى» الذى أشار إليه تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان عن أحداث ماسبيرو. بقول آخر، لو أن رشا مجدى توترت فى تلفاز لبنانى أو عراقى لا قدر الله، لقامت حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله، والميراث الحضارى المصرى الذى يقصده التقرير ترجمته: «المصريين غلابة وطيبين وربنا ساترها معاهم». لكن يا أخى لا داعى للظلم والتجنى، فليست رشا مجدى وحدها التى توترت، هناك شخصية أخرى توترت اسمها حنان خواسك، والله لم أعلم عنها شيئا ولم أسمع عنها من قبل استدعاء علاء سيف، كانت تكتب عمودا فى «الوفد»، والشهادة لله الست نسمة، لم يشعر بها كائن من كان.. سوى النيابة العسكرية التى تعاملت مع ما سمته شهادتها بوصفها دليلا يدين علاء سيف، اللى هو هو نفسه علاء عبد الفتاح. يا سبحان الله، ناس لها شهادات وناس لها ترتر. لقد كتب المصابون شهاداتهم، وكتب المتظاهرون شهاداتهم، وشرفت بأننى كنت واحدة منهم، ومن لم يكتب شهادته سجلها وحملها على «اليوتيوب»، وطلب المجلس القومى لحقوق الإنسان من كل من حضر ذلك اليوم، الذى أجهز على ما بقى فى أجفانى من نوم، أن يدلى بشهادته، وذهب الناس، واسترجعوا آلامهم النفسية المبرحة، ورووا شهاداتهم المبللة بدموع القهر والحيرة. إلا أن النيابة العسكرية لم تر فى أى من هذه الشهادات ما يفيد أو يضيف أو يدفعها إلى التحقيق أو استدعاء.. استدعاء مين؟ أما أنا هابلة صحيح، حيستدعوا نفسهم؟ بل إن النيابة العسكرية اختارت الإجابة عن السؤال الأصعب، فقررت ترك كل الشهادات المكتوبة والمسجلة لينظر فيها رب العزة يوم البعث، وأولت الاهتمام الرئيسى لشهادة خواسك. ما الجاذب فى شهادة خواسك؟ هل لأن الكاتبة اسمها خواسك؟ طيب أنا كتبت شهادتى، أسمى نفسى جعضيض عشان تصدقونى؟ أم لأن الشهادة بها كثير من الخيال العلمى، والهلاوس السمعية والبصرية، وفوق كل ذلك، الارتباك الجغرافى، فقد أمضت السيدة خواسك مساحة لا بأس بها من مقالها تصف لنا مكانا متخيلا على كوبرى أكتوبر، وكلما قرأته ازدادت حيرتى، ولا أعلم كيف للنيابة العسكرية أن تهتم بهذه الشهادة دون غيرها من مئات الشهادات اللهم إلا بسبب هذا الارتباك الجغرافى الذى أشعر النيابة العسكرية بالألفة والونس حيث إن سائق المدرعة كان مرتبكا، وهى تكتب مقالا مرتبكا، واحنا انكتب علينا ارتباكتنا تبْجَى واحدة. قال إيه.. خير اللهم اجعله خير، تقول السيدة خواسك، بعد أن روت لنا عن آلام ضرسها، وطبيبها الذى تقع عيادته فى مدينة نصر بينما هى تسكن فى المهندسين، والاتصال الذى أخبرها بصوت مرتعش أن هناك مشكلة أمام ماسبيرو، وأنا مش عارفة هو بيرتعش ليه اسم الله على مقامه إن كانت هى على كوبرى أكتوبر، والمشكلة أمام ماسبيرو، نهايته، أخذت السيدة خواسك تشرح لنا مكانها، ثم قررت فجأة أنها رأت، بسم الله الرحمن الرحيم، سيارة أمن مركزى على كوبرى أكتوبر، توقفت فجأة، وقرر سائقها النزول فجأة، قام يا سيدى لما أنت، جاء علاء سيف، اللى هو هو نفسه علاء عبد الفتاح فجأة، ومعه مجموعة من الشباب، وهجموا على السائق، وأوسعوه ضربا فجأة، حتى كاد يفارق الحياة -تعبت من المفاجأة ونزلت دمعتى- وبعد أن أجهزوا على السائق، هشموا زجاج سيارة الأمن المركزى، وأخرجوا منها السلاح، ولفه علاء فى ملاءة عشان كان بيتكتك من البرد، وحين رآها علاء، فجأة تانى، أشار إليها بأن تمر. برضه ماعرفتش، ما الذى دفع النيابة العسكرية إلى إهمال مئات الشهادات واعتبار شهادة خواسك التى لم يشهدها غيرها.. فجأة؟