بعد نجاحه منقطع النظير فى استحضار روح أمن الدولة للجامعات مجددا، فرض المجلس الأعلى للجامعات برئاسة وزير التعليم العالى «معتز خورشيد تعتيما تاما حول مواعيد إجراء انتخابات اتحادات الطلاب، التى تنص اللائحة على الانتهاء منها خلال الأسابيع الثمانية الأولى للعام الجامعى. ورغم أن الدعوة لانعقاد الانتخابات تنص بوضوح على أن تلك الدعوة شأن جامعى خاص تحدده إدارة كل جامعة فى إطار المهلة سالفة الذكر، فإن تصريحات مسؤولى الجامعات تشير إلى أن قرار انعقاد الانتخابات الطلابية يتم اتخاذه عن طريق وزير التعليم العالى فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات. وبحسب الدكتور حسين خالد القائم بأعمال نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون التعليم والطلاب، فإن قرار إجراء الانتخابات الطلابية قرار فوقى يصدر عن وزير التعليم العالى أو المجلس الأعلى للجامعات، وكلاهما لم يخطر الجامعات بالجدول الزمنى للانتخابات حتى الآن من الأعلى للجامعات، وهو ما يؤكده حسن سعدة مدير مكتب اتحاد طلاب جامعة القاهرة، الذى نفى ل«التحرير» تلقى أى معلومات عن إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية هذا العام. غموض مصير انتخابات الطلبة أثار مخاوف القوى والحركات الطلابية من الإعلان عن إجرائها بشكل مفاجئ عقب إجازة عيد الأضحى، بما يؤكد المعلومات المتناثرة عن عودة التدخل الأمنى فى الشأن الجامعى، خصوصا أن التكتيك الذى اتبعه جهاز أمن الدولة لوأد النشاط الطلابى وتزوير الانتخابات الطلابية- الذى يتم الآن تنفيذه حرفيا- كان يقوم على مفاجأة الطلاب بفتح باب الترشح للانتخابات فى أيام يقل الحضور الطلابى فيها داخل العيد لظروف إجازات الأعياد أو بداية ونهاية الأسبوع، لإعاقة ترشيح الطلاب المستقلين ومنع الراغبين فى الترشح من استكمال أوراق ترشحهم من مكاتب رعايات الطلاب وشؤون الطلاب، لتسهيل مهمة تلك الأجهزة فى شطب المرشحين وإخراج الانتخابات الطلابية من بؤرة الاهتمام الطلابى. مصادر ب«التعليم العالى» قالت ل«التحرير» إن وزير التعليم العالى ذاته ما زال فى انتظار قرار جهات سيادية بالدولة لإجراء الانتخابات الطلابية أو إلغائها هذا العام، خصوصا أن إجراء تلك الانتخابات بالتزامن مع انتخابات مجلس الشعب قد يؤدى إلى موجة احتجاجات كبيرة لا يستطيع المجلس الأعلى للقوات المسلحة السيطرة عليها أو تفاديها، خصوصا أن انتخابات القيادات الجامعية أنتجت نفس الوجوه القديمة التى تفضل الحل الأمنى فى التعامل مع الملف الطلابى، فضلا عن العلاقات القوية التى تربط تلك القيادات الجامعية بقيادات الأجهزة الأمنية السيادية، الذين عادوا إلى ممارسة عملهم داخل الجامعات وإن انحصر ذلك العمل فى جمع المعلومات وتقديم الاستشارات فقط لأجهزة الأمن المدنى التى شكلتها القيادات الجامعية الحالية من ضباط الداخلية المستقيلين، وهى المؤثرات التى قد تؤدى إلى انتهاكات وتدخلات تثير غضب القوى الطلابية التى تتطلع لانتخابات نزيهة بعيدة عن سيطرة الإدارات الجامعية وتدخلاتها، ومرونة فى التعامل مع نصوص اللائحة الطلابية التى وضعها النظام السابق لتلجيم النشاط ومنع المعارضين من خوض الانتخابات . ذات المصدر قال إنه من المرجح اتخاذ قرار إلغاء الانتخابات الطلابية هذا العام بدعوى استكمال مجالس الاتحادات الطلابية الحالية، التى تم انتخابها فى شهر مارس الماضى مدتها القانونية التى تحددها اللائحة بعام، لكن ذلك الاقتراح الذى يحظى بتأييد بعض ممثلى تلك الاتحادات الطلابية التى تطالب بمد عملها إلى حين الانتهاء من إعداد اللائحة الطلابية الجديدة واعتمادها من مجلس الشعب، ترفضه قيادات طلابية أخرى بتلك الاتحادات من بينها أمين اتحاد جامعة عين شمس، الذى يرى أن المجالس الطلابية الحالية مجالس استثنائية يجب حلها وانتخاب مجالس جديدة.