لن نشارك فى المليونية، لأنها تخلط بين جميع الأيديولوجيات السياسية». إجابة واضحة، يرد بها شيخ «الطريقة الشهاوية البرهامية» ورئيس المجلس الصوفى العالمى محمد الشهاوى، على الحملة الشرسة التى يقودها ضده وضد أنصار طريقته، عدد من خصومه ومنتقديه، على أثر إعلان رفضه الانضمام إلى مليونية «الدولة المدنية»، الجمعة المقبلة، التى دعا إليها شيخ «الطريقة العزمية» ومؤسس «حزب التحرير المصرى» علاء الدين أبو العزايم، للرد على جمعة «الشريعة الإسلامية»، التى قادتها التيارات السلفية، فى 29 يوليو الماضى. الشهاوى، لم يشأ دفن رأسه فى الرمال، كغيره من رموز الصوفية، الذين التزموا الصمت تجاه الدعوة إلى المليونية الجديدة، وقال ل«التحرير» مخاطبا أبو العزايم بعنف «عليك من هذه اللحظة، خلع رداء الإصلاح الصوفى، بعدما ستفشل دعوتك إلى ميلونية صوفية، فنحن (يقصد الصوفية) لن نتزحزح من مكاننا، إلا لشد الرحال إلى آل بيت رسول الله». لافتا إلى أن الصوفيين «لم يخلطوا يوما بين الدين والسياسية». ويضيف رئيس المجلس الصوفى العالمى، أنه لا يرى ضرورة للمليونية المقبلة، أو الدخول فى تظاهرات واعتصامات، «فالمجلس العسكرى استجاب لمعظم مطالب ثورة يناير، والرئيس المخلوع حسنى مبارك ظهر فى قفص الاتهام، فى مشهد حضارى وتاريخى لم يحدث من قبل». «التصوف يفقد مصداقيته».. يعلق الشهاوى، على سعى الطرق الصوفية لتأسيس أحزاب سياسية، ومسعاهم للدخول إلى البرلمان. لافتا إلى حتمية «بقاء التصوف، محركا ولا يتحرك، لأنه إن اندمج فى العمل السياسى ضاع». ثم يعود ليجزم «التصوف يستمد قوته من الله تعالى، لا من البرلمان. وهو يعطى صبغة روحية للحكومة، والشعب بكل توجهاته، وعليه يجب أن يظل مدارس للتربية». اتجاه بعض المتصوفة إلى العمل السياسى، فى رأى الشهاوى «يمكن أن يؤثر على الفكر الصوفى المبنى على الزهد، والبعد عن السياسة التى تفسد الدين»، ضاربا المثل بجماعة الإخوان المسلمين «بدأت دعوية، وانتهت بالعمل السياسى. وفى النهاية، لم تصل إلى تنمية أخلاق المصريين، ولم تصل كذلك إلى الحكم»، بحسب قوله. ويبرر الرجل نجاح تجربة المتصوفة فى الوصول إلى سدة الحكم فى تركيا، بوجود «فارق كبير، بين بقاء التصوف أساسا لضخ روح القيم والأخلاق فى المجتمع، وأن يزج إلى ممارسة السياسة»، لافتا إلى أن بناء المجتمع التركى «قائم، فى الأصل، على التصوف، ولم يحدث له ما حدث فى مصر من حروب وأزمات اقتصادية، أدّت إلى انفصام فى الشخصية، نتيجة الخلل الاجتماعى، ونشر أفكار دينية غير صحيحة». يشار إلى أن محمد الشهاوى، وهو مؤسس «جبهة الإصلاح الصوفى»، معتصم فى مقر المشيخة العامة للطرق الصوفية، منذ أربعة أشهر، مطالبا بإقالة شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبد الهادى القصبى، بدعوى علاقته بالنظام البائد. والشهاوى لا يتردد فى انتقاد رموز الصوفية ومشايخها، على الملأ «هناك بعض مشايخ الطرق الصوفية، ركنوا إلى التبطل والاسترزاق. وهناك آخرون يدّعون المشيخة، ويحترفون التمشيخ». لكنه لا ينفى وجود عشرات المشايخ، وملايين المريدين، ممن «يسيرون على الطريق الصحيح»، منوها بوجود مشروعات مثل أكاديمية التصوف، ومراكز التدريب الخاصة بتأهيل أبناء الطرق الصوفية «تسهم فى خدمة المجتمع»، بحسب قوله.