العيد داخل وكل سنة وكل المصريين طيبين. يا ترى قررتوا هتدخلوا فيلم إيه فى العيد؟ طب قررتوا هتاخدوا ولادكو معاكو ولا لأ؟ طب ولو هتاخدوهم يا ترى أعمارهم إيه؟ ولو أطفال صغيرين فكرتوا هل الفيلم اللى اخترتوه مناسب ليهم ولا لأ؟ طب ليه لازم هما اللى يدخلوا معاكو الفيلم اللى انتو عايزين تشوفوه ومش العكس. هتقولولى عايزين نشوف أفلام العيد وطبعا مفيش أفلام فى العيد -ولا غير العيد- تصلح لولادنا. ماقدرش ألومكم لأن ده حقيقى. مفيش أفلام تناسب ولادنا خالص. لكن لو ولادنا مش فى حسابات صناع السينما فعلى الأقل لازم يكونوا فى حساباتنا وبالتالى نراعى إحنا بنفرجهم على إيه. متهيألى مافيهاش حاجة لما نسأل عن الفيلم هنخلى ولادنا يتفرجوا عليه فى السينما. أما بقى فى البيت فأكيد مافيهاش حاجة لما نحاول نشغل وقتهم بحاجة غير التليفزيون اللى أنا متأكدة إنه الحل السحرى لكل أم عايزة تنجز شغل البيت، وهى ضامنة إن ولادها مش هيعملوا مصيبة، لأنها مثبتاهم قدام التليفزيون بصرف النظر عن اللى بيتفرجوا عليه. الحقيقة إن أى حاجة ولادنا بيتفرجوا عليها فى السن الصغيرة بتشكل مفاهيمهم عن أشياء كتيرة جدا وبتأثر فى تكوينهم جدا. وعلى عكس الفكر السائد بأن «دول عيال ومش هيفتكروا حاجة من اللى بيشوفوه»، الحقيقة إن الأطفال بيفتكروا كويس جدا. جايز مش لفترة زمنية طويلة، لكن لفترة كافية إنها تأثر فيهم تأثير «مصبوب فى الأساسات». وعلى عكس جيلنا بقى اللى ماكنش عنده غير قناتين -وبيقفلوا كمان بليل ولما التالتة اشتغلت كان إنجاز إعلامى بنتحاكى عليه- فى دلوقتى على الأقل 300 قناة فى كل بيت مش تلاتة. شوفوا بقى دول يعملوا إيه فى عقول صغيرة لسه بتتشكل. فعليا أنا مش مع الفرجة على التليفزيون فترات طويلة حتى ولو على قنوات الأطفال. ومع ذلك، وبالرغم من وجود قنوات أطفال شغالة 24 ساعة، إحنا برضه بنسيب ولادنا يتفرجوا على المسلسل وعلى الفيلم وعلى الفيديو كليب وعلى الإعلان وعلى أى حاجة معدية قدامهم فى التليفزيون. طب إحنا جيل طلع مالقاش غير قناتين وماكنش قدامنا غير سينما الأطفال يوم الجمعة، فكنا بنتفرج مع أهالينا على أى حاجة. بس أولادنا عندهم بدل القناة على الأقل عشرة متخصصين يقدروا يتفرجوا عليهم. ليه بقى الطفاسة؟