قاد الأهلى ثورة الأندية على اتحاد الكرة لانتزاع حقهم المسلوب والمسكوت عنه منذ سنوات، والخاص بالمؤتمرات الصحفية التى كان الاتحاد يبيعها ويحصل على عائدها لنفسه باعتبارها حقا مكتسبا، يحصل عليه نظير تنظيم مسابقة الدورى الممتاز، ولم يكن أحد يعلم شيئا بسبب احتكار وكالة الأهرام حقوق الرعاية فى الأندية والاتحاد، وكما يقولون «زيتنا فى دقيقنا» والعقود عقودنا والمصلحة واحدة إلا أن الأمر اختلف هذا الموسم عندما باع اتحاد الكرة لوكالة أخرى فتضاربت المصالح واختلف الرعاة فبانت السريقة وبات كل طرف يستعرض عضلاته، فالأهلى أبو الأندية وكبيرهم وعلى حسّه وسمعته وشعبيته يباع الهواء فى أزايز، واستبعاد المؤتمرات الصحفية من حقوقه يهدد بإفساد عقد رعاية ب140 مليون جنيه، ودخل المعركة رافعا «شعار قاتل أو مقتول» وحتى يأخذ لعصيانه على اتحاد الكرة مشروعية أقام تحالفا مع الأندية للوقوف أمام سرقات الاتحاد حقوقهم، وبالفعل انضم إليه أغلب الأندية، خصوصا التى تمتلك وكالة الأهرام التى يشرف عليها الكابتن حسن حمدى حقوق رعايتها، فى المقابل كان الاتحاد شرسا وغبيا ومدفوعا بحزمة مصالح مع الوكالة الإعلانية الجديدة التى سبق لصاحبها أن اتُّهم فى قضايا شيكات وأكل حقوق، ومسجل باسمه العديد من المخالفات المالية داخل الاتحاد ورغم ذلك حصل على حقوق رعاية، والآن يقف خلفه جميع أشاوس الفساد الإدارى داخل الاتحاد. المهم أن اتحاد الكرة أمام تحالف الأندية وعصيان الأهلى ورفضه حضور المؤتمرات الصحفية التى تحمل رعاة الاتحاد قرر تعليق إقامة المؤتمرات وعدم فرض غرامات على الأندية لحين حل الأزمة، وفى مطلع الأسبوع الحالى عُقد اجتماع بين سمير زاهر وممثلى الوكالات وانتهى الاجتماع إلى قرار غريب ومريب وفيه إهانة وسلب لحقوقها باستثناء الأهلى فقط، حيث يقضى الاتفاق بأن يحصل الأهلى على حقوق بيع المؤتمرات الصحفية برعاته فى المباريات التى تقام على أرضه وأن يلتزم جهازه الفنى بحضور المؤتمرات التى تقام خارج ملعبه والتى سيوضع عليها رعاة اتحاد الكرة وهو مايعنى أن الأهلى يحصل على حقه وباقى الأندية تحصل على الصابونة! ويفهم من هذا الاتفاق أمران، الأول أن إرضاء الأهلى ووكالته كان هو المشكلة، وأن الكلام عن الحقوق والواجبات ولوائح الاتحاد الدولى والأعراف المتفق عليها عالميا وقاريًّا يسقط الحديث عنها بمجرد حصول الأهلى على حقه وأن باقى الأندية وإداراتها ليس لها قيمة أو وزن أو قدر يستحق المناقشة أو البحث عنه، فسمير زاهر، رئيس الاتحاد، المنوط به حفظ حقوق جميع الأندية لم يكن مهموما إلا بالنادى الأهلى، أما وقد تمت ترضيته فالباقون صفر على الشمال! الأمر الثانى، والذى يحزننى، هو استخدام إدارة الأهلى الأندية فى المعركة ثم التخلى عنها وإلقاؤها فى البحر بمجرد الحصول على حقه، فالأهلى -كما قلت- هو أبو الأندية والقائد والزعيم الذى يحترمه الجميع وتخلّيه عن الأندية بهذا الشكل المزرى فيه تقليل من قيمة المؤسسة ووزنها أمام الأندية، وهى قيمة ومصداقية، تم بناؤها عبر سنوات طويلة، شارك فيها مجالس عظيمة ورؤساء وضعوا الأهلى فى المقدمة بأفعالهم وقراراتهم التى تنحاز إلى المصلحة العامة قبل الخاصة، وكنا نرى ذلك عندما كان المايسترو صالح سليم يقوم بمعاقبة اللاعب أو المدرب قبل أن ينتظر عقوبة اتحاد الكرة، كنا نعيش معارك طويلة، دخلها الأهلى مع الدولة لرفع سيطرتها وإعلان استقلال قرارها عن موظفى الشباب والرياضة، وهذا هو السبب الذى منع الدولة من التدخل فى شؤون النادى بإقالة مجلس وتعيين آخر كما يحدث فى الزمالك، فالذى فرض هذه الشخصية عظماء بنوا الأهلى، من هنا فإننى أطالب الكابتن حسن حمدى (إلى أبد الآبدين) بأن ينتبه ويتمسك بالدفاع عن حقوق الأندية فى قضية الرعاية، وأن لا يبيعها فى اتفاقات جانبية وحركات صبيانية، مادام دعاها للتحالف معه من البداية.