اتهمت الوحدات العسكرية المنشقة في اليمن نظام الرئيس «علي عبد الله صالح» بالتحضير لما وصفته بأنه «عمل عسكري واسع»، واغتيال قيادات في المعارضة، ودعت لموقف دولي بمواجهته، في حين نفت وسائل الإعلام الحكومية الأنباء حول حصول انشقاق كبير بمعسكر «خالد بن الوليد» في تعز، بعد يوم من إعلان الحزب الحاكم عن توجهه تسمية نائب الرئيس «عبد ربه منصور هادي» لمنصب الرئاسة. ونقل الموقع الرسمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح، أحد أكبر أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في إطار تحالف «أحزاب المشترك» أن قوات الجيش المؤيدة للثورة أصدرت بيانا اتهمت فيه صالح، بالتحضير لعمل عسكري واسع النطاق في صنعاء وتعز وتنفيذ اغتيالات لقادة الثورة وأحزاب المعارضة. واعتبر البيان الصادر الاثنين أن صالح “لن يرتدع إلا بموقف دولي حازم إزاء تصرفاته غير المسؤولة،” مضيفاً أن مهلة الثلاثة أيام المقدمة من النظام للمعارضة من أجل التحاور قبل اتخاذ إجراءات أحادية، “مجرد ذر للرماد على العيون، لأنه على الأرض يجهز لاعتداء مسلح بكافة أنواع الأسلحة.” كما اتهم البيان قوات صالح باستحداث مواقع عسكرية جديدة، ونشر قواته بكافة أسلحتها في أنحاء صنعاء، وتعز، وإخفاء بعضها في الأحياء. وبالمقابل، نقل الموقع الرسمي لحزب «المؤتمر الشعبي العام»، الحاكم في اليمن، عن مصدر عسكري نفيه لما أوردته المعارضة عن انشقاق 400 ضابط وجندي من معسكر «خالد بن الوليد»، التابع للواء 33 مدرع في محافظة تعز، مضيفا أن تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة. وأعلن المصدر بالمقابل أن 40 جنديا من الفرقة الأولى المنشقة عن صالح ونظامه قرروا العودة إلى صفوف القوات الحكومية. هذا ويشار إلى أن هذه التطورات تأتي بعد يوم على إعلان نائب وزير الإعلام، عبده محمد الجندي، أن المؤتمر الشعبي العام الحاكم يتجه إلى تسمية «عبد ربه منصور هادي»، نائب رئيس الجمهورية، مرشحه لرئاسة الجمهورية خلال الفترة القادمة. وأوضح الجندي خلال مؤتمر صحفي، عقده بصنعاء الأحد، أن هادي في رحلة علاجية اعتيادية وسيعود إلى صنعاء الخميس المقبل. وعلى صعيد منفصل، كانت سحب الدخان الكثيف وألسنة اللهب قد ارتفعت فوق مطار صنعاء الدولي مساء الأحد، بعد انفجار تضاربت تصريحات المسؤولين اليمنيين حول مسبباته أو الهدف منه. فقد ذكر مسؤول في المطار، إن الرحلات الجوية إلى مطار صنعاء تم تحويلها إلى عدن، بعد الإنفجار الذي وقع بالقرب من قاعدة جوية. وأوضح مسؤولان أمنيان بارزان، أن قذيفة هاون استهدفت قاعدة «الديلمي» الجوية، والتي تقع على بعد ميلين غربي المطار، ما تسبب في الإنفجار. وفي المقابل، قال مسؤول رفيع بوزارة الداخلية اليمنية، إن الأنفجار جاء بفعل قنبلة زرعت بالقرب من المطار. وبدوره، قال مصدر حكومي، رفض كشف هويته نظرا لأنه غير مخول بالحديث لوسائل إعلام، إن القاعدة الجوية والمطار تعرضا معا للقصف، مضيفا: «الوضع يتسم بالتوتر، فالمتمردون قصفوا القاعدة والمطار». وأضاف المصدر: «الإنفجار كان قويا، إذ تعالت على إثره ألسنة اللهب، ولو كان الهجوم نفذ بقذيفة هاون لتسبب بالإنفجار فحسب، وليس بإندلاع النيران». ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا جراء الإنفجار.