قالت مصادر أمنية مصرية بشبه جزيرة سيناء أن حركة المقاومة الإسلامية « حماس» تعهدت بتحقيق مزيدا من الأمن على حدودها مع قطاع غزة، وضبط عمليات التهريب التي تتم عبر الأنفاق، والتي تزايدت في الفترة الماضية بشكل ملحوظ. وقالت المصادر أن مصر طلبت من حماس بهذا الأمر أثناء المفاوضات التي كانت تتم من أجل إنهاء صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وأضافت أن مسؤوليين أمنين أبلغوا حماس بأن الأوضاع الأمنية على الحدود تطالب مزيدا من الضبط خاصة خلال الفترة المقبلة، وأن حماس لديها القدرة على فرض السيطرة الأمنية على منطقة الحدود بسهولة وأضافت المصادر أنه رغم الإجراءات المشددة التي اتخذتها مصر خلال الفترة الماضية من أجل وقف عمليات التهريب عبر الأنفاق إلا أنها لا زالت مستمرة وبشكل يومي، وتبدأ عادة مع آخر ضوء حيث تظهر الشاحنات المحملة بمواد البناء وتتجه برفقة مسلحين إلى مناطق الأنفاق. وعلى نفس الصعيد، أوقفت السلطات المصرية عمل الجرافات التي كانت تقوم بتدبيش وسد الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة والتي كانت قد بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر تقريبا في حملة أمنية مصرية مكبرة كانت تستهدف وقف أعمال التهريب وقال شهود عيان أن معدات الحفر التي كانت تشارك في العملية لا زالت متمركزة داخل معسكر لقوات الأمن قرب معبر رفح. وكانت قوات الجيش بدأت في عمليات سد وتدبيش العشرات من أنفاق التهريب على الحدود بين مصر وغزة بواسطة معدات حفر ثقيلة كانت قد وصلت إلى المنطقة الحدودية في يوليو الماضي. وبدأت هذه المعدات عملها في منطقة حرزالله شمالي معبر رفح على بعد 500 متر من بوابة صلاح الدين الحدودية حيث تقوم بجمع الحجارة من المنطقة وسد الأنفاق. وطالبت قوات الجيش من سكان المنطقة ضرورة سد أي أنفاق للتهريب قد تكون داخل هذه المنازل لبدء الحملة الأمنية المكثفة لتدمير الأنفاق على المنطقة الحدودية. وأوقفت مصر عمليات بناء الجدار الفولاذي تماما أسفل الحدود مع قطاع غزة مع بدء ثورة الخامس والعشرين من يناير. كانت مصر قد أوقفت العمل في معظم أجزاء الجدار، وبلغ طول الجزء المتبقي 4 كيلومترات فقط في منطقة ذات كثافة سكنية عالية وينتشر بها عدد كبير من الأنفاق والمنازل المعرضة للانهيار، وهي المنطقة التي تقع عند بوابة صلاح الدين الحدودية شمال معبر رفح، وتتركز فيها معظم أنفاق التهريب، وكانت إسرائيل تأمل في أن يكتمل الجدار الذي تقيمه مصر تحت الأرض على حدودها مع قطاع غزة بحلول نهاية العام الحالي. وتقول المصادر الأمنية أن تدمير الأنفاق يتم بطريقة آمنة جدا، وإنه لا يمكن أن يتم تدميرها بشكل مباشر باستخدام معدات أو وسائل ثقيلة؛ نظرا لطبيعية المنطقة، وأنه يتم التخلص من الأنفاق بطريقتين، الأولى: عن طريق تفجيرها إذا كانت في منطقة خالية من السكان، والثانية: عن طريق سدها بالحجارة إذا كانت في منطقة سكنية