بدأ ماراثون انتخاب المجلس التأسيسى التونسى الذى سيضع دستور تونس ما بعد الثورة. وفى المارثون تظهر بالإضافة إلى الوجوه المتقدمة علامات هامة على تميز الحالة التونسية التى افتتحت الربيع العربى. وقد يكون وجود مصطفى التليلى مرشحا للمجلس التأسيسى إحدى أهم تلك العلامات، فالتليلى هو الرجل الذى استقال من أرفع المناصب الدبلوماسية احتجاجا على سياسة بلاده فى عهد بن على وتفرغ للعمل النقابى، فقد كان مسؤولا دبلوماسيا فى اتحاد المغرب العربى ثم سفيرا لتونس فى قطر ثم الإمارات، وعندما استقال اتجه للعمل فى اتحاد عمال المغرب العربى. ويُعبر التليلى نجل أحد مؤسسى الاتحاد التونسى للشغل وأحد رموز المقاومة الوطنية التونسية ضد الاستعمار الفرنسى أحمد التليلى الذى تولى قبل استشهاده أعمال التنسيق بين الحركة الوطنية التونسية وجبهة التحرير الجزائرية، مما يؤكد العلاقة القوية بين العمل النقابى وحركة التغيير السياسى، وهى السمة التى ارتبطت بقوة فى الحالة التونسية والتى صعد بها اتحاد عمالى فى قلب المواجهة مع الاستعمار ولم ينشأ بقرار من السلطة السياسية كأغلب النقابات العربية. لذا كان حكام تونس من بورقيبة إلى بن على يحسبون ألف حساب لاتحاد الشغل. وليس مصادفة أن آخر لقاء لابن على فى تونس قبل هروبه كان مع الأمين العام لاتحاد الشغل عبد السلام جراد.. وتعرف النقابات المستقلة مصطفى التليلى جيدا، فهو الرجل الذى لم يتمكن من الحضور إلى القاهرة فى المؤتمر التأسيسى لنقابة الضرائب العقارية بسبب رفض الحكومة واتحاد عمال حسين مجاور، فجاء صوته عبر الهاتف للمؤتمر مؤيدا وداعما للعمال المصريين.