مع عودة الأسرى الفلسطينيين أمس الأول، إلى بيوتهم، تجددت الرغبة لدى الأسر المصرية التى ما زال أبناؤها أسرى فى إسرائيل. مصادر أمنية ذكرت أن صفقة تبادل السجناء المصريين لدى إسرائيل بالجاسوس الإسرائيلى الذى يحمل الجنسية الأمريكية إيلان جرابل، الذى اعتقلته السلطات المصرية فى يونيو الماضى بتهمة التجسس، المنتظر إتمامها خلال الأيام القليلة القادمة ستكون سرية ولن تكون معلنة مثلما حدث فى صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين، مضيفة أنه سيتم إتمام الصفقة عن طريق معبر طابا على الحدود الجنوبية بين مصر وإسرائيل، حيث سيتم نقل إيلان من القاهرة إلى طابا عن طريق مأمورية خاصة تشرف عليها قوات مشتركة من الجيش والشرطة، فيما ينقل السجناء المصريون إلى معبر طابا بريا حيث سيتم تسليمهم إلى مشايخ القبائل التى ينتمون إليها. المصادر رفضت الإفصاح عما إذا كانت عودة ترابين الجاسوس الإسرائيلى الذى ألقى القبض عليه عام 2000 بالعريش فى أثناء زيارته شقيقته ضمن الصفقة أم لا، وتابعت أنه سيتم فى إطار الصفقة الإفراج عن 81 مصريا محتجزا فى السجون الإسرائيلية بينهم عدد كبير من الذين يقضون أحكاما بالسجن، وعدد آخر من الذين ما زالوا قيد الاستجواب. رئيس اللجنة المصرية لإطلاق سراح السجناء المصريين محمود سعيد لطفى، قال إن بين الأسرى 30 فقط حصلوا على أحكام قضائية بالسجن والباقين بينهم عدد كبير رهن الاعتقال، والآخرين أنهوا عقوبات بالسجن إلا أن إسرائيل ترفض الإفراج عنهم، مضيفا أن إسرائيل اعتقلت المحتجزين المصريين بدعوى التسلل وأن معظمهم يعيش بالقرب من المناطق الحدودية مع إسرائيل وأن عربات إسرائيلية كانت تنتهك الحدود وتلقى القبض عليهم، وتابع أن السجناء المصريين محتجزون فى ستة سجون إسرائيلية من بينها عسقلان وكتسعيوت وحبرايم ونالافة. لطفى أضاف أن أقدم سجين بينهم هو مساعد البريكات وهو محتجز لدى إسرائيل منذ عام 2004، مشيرا إلى أن الحملة طلبت من الأممالمتحدة تشكيل لجنة لتقصى الحقائق، للانتقال إلى أماكن احتجاز المصريين لدى إسرائيل والتحقيق فى وقائع احتجازهم وأسباب الاحتجاز، ولماذا لم تتم محاكمتهم؟ وهل المحاكمات التى أجريت لعدد منهم كانت عادلة؟ مضيفا أن الحملة تنسق مع عدد من نشطاء العمل الحقوقى والإنسانى من عرب 48 للتواصل بشأن المحتجزين المصريين. وقال إن بين المحتجزين ثلاثة أطفال مصريين محبوسين لدى السلطات الإسرائيلية بتهمة التسلل، وكانت إسرائيل قد أحالتهم إلى المحاكمة بعد أن ضلوا الطريق ودخلوا الأراضى الإسرائيلية عن طريق الخطأ. أكثر من 47 مصريا، محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة، أغلبهم من البدو فى سيناء ومحافظات القناة تم اعتقالهم فى أثناء تنفيذهم أعمال تخابر أو كدليل بالصحراء، ولم تشملهم اتفاقية تبادل الأسرى ضمن معاهدة السلام، التى شملت فقط الضباط والجنود العسكريين، وبقى هؤلاء ممن تم القبض عليهم خلال فترة احتلال سيناء كجواسيس مروا بنيات سيئة إلى أراض (إسرائيلية). الناشط السيناوى أشرف عنانى، قال إن الفلسطينيين عادوا لأن حركات المقاومة أسرت مجندا إسرائيليا، لكن النظام المخلوع لم يفكر فى عودة رفات أبطاله مطلقا، ليس هذا فقط بل تم التعتيم على القضية إعلاميا بشكل كبير، لدرجة أن هناك بعض الشباب بسيناء لا يعلم أن جده أو أباه كان أسيرا فى إسرائيل، ولكن لدينا وثائق سبق تسليمها إلى الخارجية المصرية وسنعيد تسليمها من أجل الضغط للحصول عليهم، مضيفا أن الأمنية التى راودت هذه الأسر أمس أن ترزقهم السماء بشاليط آخر، لكن يتم أسره هذه المرة بأياد مصرية. ما تكشفه حركة «فلسطين خلف القضبان» يؤكد أن أغلب هؤلاء توفوا بالفعل داخل السجون الإسرائيلية، وأن هناك عنبرا خاصا باسم المعتقلين الأمنيين المصريين فى سجن النقب. وقال عبد الناصر فروانة منسق الحركة، فى تصريح ل«التحرير» قبل عام واحد كشفت حركة «فلسطين خلف القضبان» عن ملف الأسير المصرى البدوى حسن السواركة من مدينة العريش، الذى اعتقل بداية 1970 وتعرض للتعذيب والإهمال الطبى وتوفى فى 27 مارس 1972.