فى وقت يشهد تصاعد النجم التركى إقليميا ودوليا بسرعة فائقة وتسجل فيه الخارجية التركية أهدافا دبلوماسية راجحة ومواقف قوية فى مواجهة الأحداث عالميا، عاد التوتر ليشوب الساحة التركية بعد مقتل 26 تركيا وإصابة نحو 22 آخرين فى هجومين متزامنين شنهما متمردون أكراد على مواقع عسكرية فى جنوب شرق تركيا فى ساعة مبكرة من صباح أمس حيث قام متشددون من حزب العمال الكردستانى بفتح النار على موقع عسكرى فى إقليم هكارى على الحدود العراقية. جاء التحرك التركى سريعا عقب الهجوم، حيث ذكرت مصادر عسكرية ل«رويترز» أن قوات تركيا، خصوصًا (كوماندوز) عبرت الحدود وتوغلت بشمال العراق بضعة كيلومترات لملاحقة المتمردين الأكراد ودارت بينها وبين متمردى حزب العمال الكردستانى اشتباكات متقطعة فى المنطقة الحدودية بالقرب من إقليم هكارى بالإضافة إلى قيام القوات التركية بقصف عسكرى وجوى بمناطق بشمال العراق. وقد طالب متظاهرون أتراك الحكومة التركية بالانتقام وشن عملية عسكرية ضد الأكراد. لم تكتفِ تركيا بتحرك عسكرى فقط، فقد قام رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان بإلغاء زيارة مقررة لكازاخستان فور علمه بالهجوم كما تم إلغاء زيارة وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوغلو المقررة لصربيا وعقد أردوجان اجتماعا طارئا لبحث الرد على مقتل جنوده بينما توعد الرئيس التركى عبد الله جول بانتقام عظيم من منفذى الهجوم حيث نقل الموقع الإلكترونى لجريدة «الزمان» التركية قوله «أولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم هز الدولة التركية بهذا الشكل سيرون أن انتقامنا لهذه الهجمات سيكون عظيما». تأتى هذه الأحداث لتسجل واحدة من أعنف الهجمات على القوات التركية منذ سنوات، كما أنها تنذر بمنعطف شديد التوتر فى النزاع المستمر منذ 27 عاما بين تركيا وحزب العمال الكردستانى الذى تعتبره تركيا وكذلك واشنطن والاتحاد الأوروبى منظمة إرهابية تهدد أمنها.