ذكرت مصادر موقع ديبكا الإستخباراتي الإسرائيلي أن الرئيس السوري بشار الأسد يقوم حاليا بحملة تطهير داخل هيئة أركان الجيش الإسرائيلي من معارضيه. وقال الموقع: لقد إختفى هذا الأسبوع من هيئة الأركان السورية في دمشق ثلاثة جنرالات كبار، أحدهم لواء في الإستخبارات العسكرية. وبسبب حالة التعتيم التام التي فرضها الرئيس السوري بشار الأسد على هذه القضية، لم يتسنى الحصول على أسمائهم، غير أن مصادر ديبك ذكرت أن جثمان أحد هؤلاء الجنرالات الذين إختفوا، نقل إلى المستشفى العسكري في دمشق وقد ثقبته الطلقات النارية. وقال الموقع وحسبما نقل موقع الرأي نيوز الأماراتي أن هذا التطور يمكنه أن ينبع من ثلاث أسباب رئيسية: أولا: هؤلاء الجنرالات من أصحاب الرتب العسكرية العليا في سوريا، وقد انشقوا عن صفوف نظام الأسد، خاصة وأنهم سئموا القمع الوحشي للتمرد. ولو سارت الأمور بهذه الصورة، فإن الأمر يتعلق ببادرة أولى وحيدة حتى الآن على إنهيار القيادة العسكرية السورية. ثانيا: تم إقصاء هؤلاء الجنرالات بواسطة بشار الأسد بنفسه، والذي بدأ حاليا مع نصره العسكري على المتمردين في تطهير هيئة الأركان العامة السورية من معارضيه، أو من أولئك الذين يبدون له كعقبة في طريقه، ويشكلون خطرا على سلطته. ثالثا: اللواء السوري الذي تم إغتياله، قتل بواسطة المتمردين الذين نقلوا حرب الإغتيالات في الأيام الأخيرة، وفي الحرب التي بدأت في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر، من حمص شمالا إلى دمشق العاصمة. وتقول مصادر ديبكا أن هناك أربعة تطورات رئيسية تحدث حاليا في سوريا. أولا: التظاهرات الجماعية التي اتسمت بها بداية التمرد وذروته في سوريا، والتي إستمرت ثمانية أشهر، منذ 15 مارس، تقلصت فيما يتعلق بعدد المشاركين فيها، وأصبحت متواضعة للغاية. ونجح الرئيس السوري بمساعدة الجيش في قمع التظاهرات. ولكن قمع التظاهرات لا يعني أن الأسد إنتصر في الحرب على المتمردين. ثانيا: بدلا من التظاهرات، بدأ المتمردون المتمركزون في مثلث شمال غرب سوريا، يمتد بين المدن السورية حماة، حمص، وإدلب، في تشغيل مجموعات مسلحة تشن حرب عصابات بشكل جيد، وتشن هجمات ضد ضباط وجنود سوريين متفرقين أو وحدات سورية صغيرة. جزء من هذه المجموعات المتمردة تتكون من جنود وضباط منشقين. ثالثا: إنتشار حرب العصابات زاد من المخاوف، خاصة لدى الأقليتين العرقية والدينية في سوريا من إحتمال إندلاع حرب أهلية، وبدأتا في التأهب لها. الدليل الأبرز للغاية على ذلك هو أن هذه الأقليات أغلقت مناطق سكنهم أمام دخول الغرباء، وشكلوا مليشيات مسلحة ومتاريس عند مداخل البلدات والقرى التي يعيشون فيها. وتقول مصادر ديبكا الإستخباراتية أن الأمر يتعلق بالعلويين والدروز السوريين. فهناك 3,5 مليون علوي سوري ممن تنحدر منهم عائلة الأسد والطبقة السياسية والعسكرية الحاكمة في سوريا، يتركزون في الغالب في سلسلة جبال العلويين al-Alawiyeen Mountains، التي تمتد 32 كيلومترا على الصعيد الشمالي – الغربي لساحل البحر المتوسط، حتى المناطق الشمالية الجنوبية من ساحل منطقة اللاذقية. وليست السلطة العلوية للأسد هي من تسلح أبناء الطائفة، ولكن كل منهم يشتري الأسلحة المطلوبة له من وجهة نظره من بين كميات السلاح الكبيرة التي تهرب إلى سوريا من لبنان والأردن. أما المواطنون السوريون غير العلويين، فلا يسمح لهم حاليا بالدخول المفرط لمناطق الجبال العلوية، هذا الوضع قائم أيضا في مدينة اللاذقية، التي يقطنها قرابة 850,000 مواطن، وتعتبر عاصمة العلويين، وهي مقسمة بينهم وبين السنة، وتم الفصل بينهما بواسطة متاريس ونقاط إطلاق نار. وفي جنوب سوريا، في منطقة جبل الدروزJebel al-Druze، هناك حيث يقيم السكان الدروز الذين يبلغ عددهم من 1 إلى 2 مليون شخصا، وهناك تعمل حاليا مليشيات درزية قامت بتقسيم الجبال وطرق الوصول التي تقود إليها إلى ساحات عمل، وفي كل ساحة توجد حواجز ومتاريس تمنع دخول أي شخص غير درزي.