يسير ذلك الطفل الصغير إلى جوار والده فيدخل به إلى أحد المسارح، فيجلس الطفل فى سكون مشدود الانتباه يتابع أحد العروض المسرحية، تارة كانت تقدم العرض فرقة «جورج أبيض»، وتارة أخرى «فاطمة رشدى»، وكان الطفل الصغير عكس باقى إخوته يتسم بالهدوء الشديد، يتابع تحركات الممثلين باهتمام شديد ويخبره والده أنه يتمنى أن يراه على ذلك المسرح، فتدخل الكلمات إلى أُذن الصبى وكأنها السحر، الهواية تنمو شيئا فشيئا، فيلتحق عمر الحريرى بالمعهد العالى لفن التمثيل العربى ليتخرج فى دفعة 1947، ليبدأ مسيرته بعد أن يلتقى زكى طليمات، ثم يضمه يوسف وهبى إلى العرض المسرحى «راسبوتين» ثم يُشركه فى فيلمه «الأفوكاتو مديحة» عام 1950، ليعد هذا الفيلم هو انطلاقة الحريرى السينمائية. عمر الحريرى الذى رحل مساء أول من أمس (الأحد) بعد صراع استمر أياما قليلة مع المرض ودُفن أمس بمقابر الإمام الشافعى كان قاسما مشتركا فى الأفلام السينمائية التى قُدمت فى الخمسينيات والستينيات، وقد تزوج ثلاث مرات ورُزق بثلاث بنات ليُطلق عليه لقب «أبو البنات». بدأ مسيرته التليفزيونية منذ أن تم تأسيسه فى عام 1960، ليقدم ما يقارب ال85 مسلسلا، كما قدم 32 مسرحية أبرزها «شاهد ماشافش حاجة» و«الزعيم»، وأفلامه التى قاربت ال180 فيلما كان أبرزها «الآنسة حنفى» و«الوسادة الخالية»، ليرحل عن دنيانا مساء الأحد الماضى عن عمر يناهز ال86 عاما بعد أن كانت آخر أعماله مسرحية «حديقة الأذكياء».