«كرامة» مهدرة ومحاصرة، إنها ليست تلك السفينة الفرنسية المتجهة إلى قطاع غزة من أجل كسر الحصار المفروض عليها من قبل العدو الصهيونى، بل هى كرامة العرب الذين جلسوا فى مقاعد المتفرجين.. لم يتحرك أحد منهم أمام المنع اليونانى لسفن أسطول «الحرية 2» التى كانت ترغب فى كسر الحصار البحرى المفروض على القطاع، كما أنهم ظلوا صامتين وسفينة «الكرامة» تحرجهم وتقرر كسر الحصار اليونانى الإسرائيلى على القطاع ولو بصورة رمزية. وفور إبحار السفينة وعلى متنها نحو 17 ناشطا نحو السواحل السكندرية حولت «الكرامة» من دفتها شرقا، واتجهت نحو غزة بغية إتمام مهمتها، حتى لو لم تتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية التى كانت الهدف الأساسى للأسطول. لكن التهديدات الإسرائيلية تنذر بكارثة تحدق بالطاقم على غرار مذبحة مرمرة التركية، حيث قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلية دانى أيلون: «إنه من حق البحرية الإسرائيلية أن تعترض السفينة فى حال توجهها نحو سواحل غزة». ولكن ما لم يتوقعه النشطاء أن تصل «البجاحة» الإسرائيلية إلى حد اعتراض السفينة فى المياه الدولية على بعد 70 كيلومترا من سواحل غزة صباح أمس الثلاثاء. حيث طوقت 4 سفن حربية إسرائيلية السفينة، وطلبت من طاقمها أن يتراجع عن الاتجاه نحو غزة، والرسو بميناء أسدود الإسرائيلى أو العريش المصرى لإفراغ حمولتها. ورغم تأكيدات نشطاء السفينة على تشويش وقطع الإنترنت والاتصالات اللاسلكية البحرية، فإن الجيش الإسرائيلى استولى على السفينة، ليسحبها إلى ميناء أسدود، ويتم اعتقال النشطاء الذين كانوا على متنها تمهيدا لترحيلهم. «قرصنة بحرية، ومخالفة للقانون الدولى ومبادئ حقوق الإنسان، ومحاولة لفرض قانون الغاب»، بذلك الوصف انتقد القيادى فى حركة حماس إسماعيل رضوان، واستنكر استيلاء الجيش الإسرائيلي على سفينة الكرامة