مليونية المعلم تحولت إلى وقفة احتجاجية. المشهد أمام مجلس الوزراء اليوم، بدا أقرب إلى تجمع رمزى لنحو 300 معلم، نظمته النقابة المستقلة للمعلمين، بمشاركة عدد محدود من روابط المعلمين المستقلة، إضافة إلى عدد محدود من أولياء الأمور من محافظة الفيوم، سجلوا مشاركة بسيطة فى المليونية.. المشاركة الضعيفة للغاية للمعلمين، لم تمنع المحتجين من أن يصبوا جام غضبهم على وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد جمال الدين موسى، مرددين شعارات من شاكلة «يا وزير السياسات.. عهد مبارك ولّى وفات»، «من أسوان للتحرير.. يسقط يسقط الوزير»، فيما حددت بعض الهتافات الأخرى بوضوح، المطالب التى يرفعها المعلمون، مثل «الإثابة الإثابة.. آه يا وزارة يا كدابة»، فى إشارة إلى حافز الإثابة الذى يطالبون بصرفه بنسبة 200% كاملة، قبل أن يكشفوا عن خططهم التصعيدية، فى حال عدم الاستجابة لمطالبهم، بعدم المشاركة فى مراقبة الامتحانات «اسمع منى آخر كلام.. لا مراقبة هذا العام». مطالب المعلمين أمام مجلس الوزراء ركزت على ضرورة اختيار وزير «تربوى» بدلا من الوزير الحالى، إلى جانب إصلاح منظومة العملية التعليمية بكل جوانبها، وإلغاء اختبارات الكادر، وتطهير المؤسسات التعليمية من بقايا الحزب الوطنى المنحل، إضافة إلى حل مجلس إدارة نقابة المهن التعليمية، وتعديل قانون تنظيم العمل فى النقابة، وتثبيت المؤقتين فى التعليم، وتغيير المسمى الوظيفى طبقا لمؤهلاتهم وتخصصاتهم، وتجريم الدروس الخصوصية، وإعادة هيكلة الأجور بحد أدنى ثلاثة آلاف جنيه، وقبل هذا وذاك إلغاء إدارتى الأمن والاتصال السياسى فى الوزارة، وإصدار قرارات وزارية واضحة لتنفيذ حقوق المعلمين المشروعة.. من جانبها، أعلنت النقابة المستقلة للمعلمين، إلغاء مليونية واعتصام، يومى 15 و16 أكتوبر الجارى، وقررت نقل وقفاتها الاحتجاجية، من القاهرة إلى المحافظات، يوم السبت من كل أسبوع، فى مقابل استمرار الوقفات الاحتجاجية حتى 31 ديسمبر المقبل، واعتبار تلك الفترة، مهلة كافية لمجلس الوزراء، لتنفيذ مطالبهم، وإلا سيكون الامتناع عن أعمال امتحانات النقل والثانوية العامة والمراقبة هو خيارهم فى المرحلة المقبلة. وكيل النقابة المستقلة للمعلمين أيمن البيلى، اتهم الوزارة باتباع «أساليب وسياسات الحزب الوطن المنحل فى تشتيت وحدة المعلمين وحركاتهم الاحتجاجية»، جازما بأنها مارست الضغوط على روابط المعلمين، من خلال عقد لقاءات مجمعة بين الوزير وتلك الروابط، بهدف ضرب تحركاتهم وإجهاضها، قبل أن يصف غياب اتحاد المعلمين المصريين عن تظاهرة اليوم ب«الموقف المتخاذل»، لافتا إلى أن معلمى جماعة الإخوان المسلمين، لم يشاركوا «بناء على تعليمات مكتب الإرشاد، الذى تحالف مع وزير التربية والتعليم»، فيما كشف عن اتفاق المعلمين خلال التظاهرة على الامتناع عن أعمال امتحانات نصف العام الدراسى الحالى، وقال «مافيش امتحانات فى مصر هذا العام». أولياء الأمور الذين تضامنوا اليوم مع احتجاجات المعلمين أعلنوا عن تضامنهم مع المطالب كافة، وزادوا عليها، بضرورة تغيير المناهج الدراسية وسياسة التعليم فى مصر، التى وصفوها بأنها «لا تسمن ولا تغنى من جوع»، على حد قول أحدهم، ويدعى شعبان جميل. بينما أعلن بعضهم تنظيم وقفة احتجاجبة واعتصام يومى 15 و16 أكتوبر الجارى.