لم يكتف الأسد بتوجيه ضرباته المستعرة إلى شعب أعزل مسالم فى ثورته، بل تحول مباشرة إلى ضرب رموز المعارضة.. أولئك الذين تجرؤوا على إعلان مجلس وطنى ممثل للسوريين بالداخل والخارج، عازم على إسقاط نظام الأسد. فعندما اختار شعب سوريا الخروج بجمعة «المجلس الوطنى يمثلنى» رد النظام السورى باغتيال المعارض الكردى مشعل تمو من حزب المستقبل الكردى، عضو المجلس الانتقالى الذى اقتحمت عناصر الأمن والشبيحة منزله بالقامشلى بمحافظة الحسكة وأردته قتيل،ا وتركت ابنه مصابا بجروح خطيرة، وقد أوقعت قوات الأمن عددا من القتلى عندما أطلقت النار على السوريين الذين خرجوا الأمس فى حشود ضخمة لتشييع جنازة تمو بمسقط رأسه بالقامشلى مرددين «ارحل.. ارحل».. أيضا، بث ناشطون على الإنترنت فيديو مصورا يوضح تعرض المعارض رياض سيف للضرب المبرح بدمشق، وذلك فى جمعة شهدت مقتل نحو 20 شخصا على الأقل فى مختلف البلدات السورية، مثلما شهدت اعتقال عشرات الأكراد والنازحين بحى السكة الشرقى بالكسوة بعدما انتفضت المناطق الكردية وخرجت فى مظاهرات غاضبة للتنديد بمقتل تمو. اغتيال المعارض الكردى البارز أثار غضب واشنطن حيث أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى فى بيان صدر عقب إعلان مقتل المعارض مشعل تمو «إن الأسد عليه أن يتنحى قبل أن يجر بلاده إلى الغرق أكثر من ذلك فى هذا المستنقع الخطير». وقد لفت المتحدث الأمريكى الانتباه إلى تصاعد أعمال العنف بعد 3 أيام من فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى إصدار قرار دولى يدين النظام السورى نتيجة الفيتو الروسى الصينى الذى تزامن مع الموقف الأمريكى الداعى إلى التنحى.