عام دراسى بدأ وما زال الاضطراب والارتباك سيد الموقف. طلاب جامعات مصر يواصلون الاحتجاج للمطالبة بإقالة القيادات التى تنتمى إلى النظام السابق، وسط استقالة بعضهم وإصرار البعض الآخر على الاستمرار فى مناصبهم فيما توالت الإضرابات فى بعض الجامعات، أمس، فى حالة من الشد والجذب بين قوى ثورية تسعى للتغيير وقوى ترى فى الكرسى حقا لا يجب التنازل عنه، ولو أعطاهم إياه أمن الدولة المنحل، صورة مصغرة للمشهد السياسى المرتبك هو الآخر. ففى الإسكندرية، دخل طلاب جامعة الإسكندرية اعتصاما مفتوحا، إذ قضوا ليلتهم الأولى على رصيف المبنى الإدارى للجامعة الكائن على طريق الكورنيش بمنطقة الشاطبى، داخل شادر كبير يبلغ طوله نحو 10 أمتار، تعلوه لافتة سوداء مكتوب عليها «هنا إضراب طلاب جامعة الإسكندرية»، فيما أعلنوا عن نيتهم منع دخول الدكتورة هند حنفى، رئيس الجامعة إلى مكتبها حين وصولها، مؤكدين أن شرعيتها سقطت، فيما ترددت أنباء عن عقد اجتماع طارئ لعمداء كليات الجامعة، فيما واصل المئات من الطلاب بمختلف كليات الجامعة، ومن أعضاء هيئة التدريس إضرابهم الكلى عن الدراسة، لليوم الخامس على التوالى، فيما واصل الطلاب، مسيراتهم داخل كليات الهندسة والعلوم والزراعة والمجمع النظرى الذى يضم خمس كليات، فيما انضمت المسيرات فى تمام الثانية عشرة ظهرا إلى الطلاب المعتصمين لإجراء الوقفة الاحتجاجية المعتادة للتظاهر ضد إدارة الجامعة ومطالبة رئيس الجامعة بالاستقالة. مصادر مقربة، أكدت ل«التحرير» أن هناك ضغوطا خارجية تمارس على رئيس الجامعة والنواب والعمداء لتقديم استقالات جماعية إلى وزارة التعليم العالى، استجابة لرغبة كثيرين من المجتمع الجامعى على أن تجرى الانتخابات وفق رغبتهم. فى الوقت نفسه، توالت استقالات الأساتذة داخل أقسام كليات الجامعة المختلفة، إذ أعلنت الدكتورة عزة درويش، عميد كلية التمريض استقالتها، وكذا فعلت الدكتورة آمال قدرى وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، فضلا عن عدد من رؤساء الأقسام، استجابة لرغبة كثيرين من أساتذة الكلية والطلاب، الذين دخلوا إضرابا تاما عن العمل، وطافوا ساحة الكلية على مدى الأيام الأربعة الماضية، حتى سقطت العميد، فيما شدد أعضاء هيئة تدريس الكلية والطلاب على ضرورة إعلان شغر جميع الوظائف القيادية وباقى المناصب والاستعداد للانتخابات. وفى جامعة أسيوط، واصل العشرات من أعضاء هيئة التدريس إضرابهم عن العمل لليوم الخامس على التوالى للمطالبة بإقالة رئيس الجامعة، ورموز النظام السابق من عمداء الكليات ومديرى الإدارات المسؤولين بجامعة أسيوط وصرف حافز الاعتماد والجودة. وفى جامعة سوهاج، أكد اجتماع أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب بالإجماع مواصلة الإضراب حتى تحقيق المطالب بعد اجتماع حضره أكثر من 200 عضو فى هيئة التدريس، فيما شهدت أروقة الجامعة تطورا لافتا بانتقال المعتصمين إلى مدخل الإدارة المركزية. أما طلاب جامعة طنطا وأعضاء هيئة تدريسها فقرروا، أمس، تعليق اعتصامهم إلى يوم الثلاثاء المقبل، وذلك لمنح رئيسة الجامعة فرصة أخرى لتقديم الاستقالة. وفى جامعة المنصورة، تقدم أعضاء اتحاد الطلاب بكلية الطب البيطرى بالجامعة بطلب إلى عميد الكلية الدكتور سعيد الشربينى لمطالبته بالاستقالة. وفى كفر الشيخ ولليوم الخامس على التوالى تجمع ما يقرب من 120 من أعضاء هيئة تدريس جامعة كفرالشيخ أمام مكتب رئيس الجامعة مرددين بعض الهتافات، ومطالبين بتنفيذ مطالبهم التى أصروا على تحقيقها منذ بداية الإضراب، فيما أعلنوا نيتهم التصعيد فى الأيام المقبلة.