«صدرت الأوامر أن تقتل بنى وطنك بيديك.. بسلاح دفع الشعب ثمنه لتحمله على كتفيك، حماية لهم لا للغدر بهم، فإما أن تستجيب فتكون خائنا، وإما أن ترفض وتصير شهيدا أو منشقا مناضلا».. هو حال كل المنشقين عن الجيش السورى الذين رفضوا المشاركة فى جريمة الأسد واتخذوا من الرستن معقلا لهم، فصارت «معقل الأحرار»، حتى وقعت مؤخرا بين فكى الأسد. 5 أيام شهدت خلالها بلدة الرستن ذات ال40 ألف نسمة، مواجهات عنيفة بين جيش الأسد مدعوما بنحو 300 دبابة ومدرعة وطائرات حربية ومروحيات عسكرية، والمنشقين عنه الذين شكلوا «كتيبة خالد بن الوليد» -الوحدة الرئيسية المدافعة عن الرستن- التى ظهرت فى الشهر الماضى مع بداية تنظيم المنشقين أنفسهم لمهاجمة قوات الأسد والشبيحة. مع انتهاء اليوم الخامس، اضطرت الكتيبة إلى الانسحاب بعد نفاد ذخيرتها تحت وطأة القصف المدفعى الثقيل، فصارت الرستن مغلقة تماما إلا على الإعلام الرسمى، فخرجت الوكالة العربية السورية للأنباء أول من أمس لتعلن بفخر «استعادة الرستن عافيتها ودورة حياتها الطبيعية بعد تصدى قوات حفظ النظام للمجموعات الإرهابية المسلحة». فى وسط محافظة حمص، تقف الرستن متشحة بالسواد بعدما تزينت شوارعها بدماء الجرحى الملقاة أجسادهم على أرضها وصمدت مستشفياتها كالمنتظر لحكم الإعدام رميا بالرصاص تستقبل ضربات الأسد وغابت عنها الأدوية فتردَّت الأوضاع الإنسانية تحت حصار الجيش لها، فى ما يذكّر بإعادة مأساة حماة 82 و2011 فى خيانة جديدة يباركها صمت العالم أجمع. ورغم قسوة ما يتعرض له شعب سوريا، شهدت سوريا، أمس، استجابة الدعوة التى وجهها عدد من الناشطين على موقع «فيسبوك»، بتخصيص اليوم لانطلاق «انتفاضة الجامعات السورية»، بهدف حشد الشباب والطلاب للخروج فى المظاهرات، لتأكيد أنهم «لن يرضخوا لمساعى النظام لإخماد نار الثورة». وبالتوازى مع تحرك الشارع السورى المستمر فى الخروج بالمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، جددت المعارضة السورية حركتها، وقدم الأكاديمى والمعارض السورى المستقل برهان غليون فى أسطنبول، أمس، البيان التأسيسى لتشكيل المجلس الوطنى السورى، ليعبر عن معارضة سورية موحدة تضم جميع الأطياف السياسية من ليبراليين والإخوان المسلمين ولجان التنسيق المحلية وأكراد وأشوريين.