قبل 9 أشهر لم يكن حال «سحر»، بالأفضل بل وصلت الأحداث إلى ذروتها، ولم تطق العيش مع زوجها تحت سقف واحد، طلبت الطلاق ويذهب كل منهما لحال لسبيله ولكن قوبل طلبها بالرفض بيوت هشة، وقلوب تلاشت منها الرحمة، وتصدرت القسوة والغل المشهد، بينما لعب الشيطان دور السنيد أدوار البطولة للبشر، ذات ليلة نظرت في المرآة بوجه عابس فوجدت شخصا غير«سحر» التي تعرفها، عيون ملت من البكاء، وسواد عرف طريقه أسفلها، ملامح باهتة، جسد نحيل لم يعد قادرا على العذاب، سقطت دموعها ليكتمل مشهد الحزن، اتخذت قرارها بالانفصال عن «صلاح» شيطان الإنس الذي حول حياتها لجحيم، وسرق منها أجمل أيام العمر، انتزعت منه حريتها، فسلب منها روحها وسار على أشلاء جثتها، بعدما استبدل الحب بالسكين، والدم بعشرة السنين، إذ دق الحزن الباب وبات الفرح خارج "الكادر" في مشهد دموي يعجز كاتب أفلام رعب عن تجسيده على الشاشة. سنوات الحب والعذاب قبل ربع قرن جمع الحب بين قلبي «سحر» ونجل خالها «صلاح» تكلل بالزواج، مرت الأيام سريعا ورزقهما الله بولد وابنتين، ولأن دوام الحال من المحال عرفت الخلافات طريقها للبيت الهادئ، سرعان ما تغيرت طباع الزوج وكأنه شخص آخر غير الذي تزوجته «سحر» وما بين الضرب سنوات الحب والعذاب قبل ربع قرن جمع الحب بين قلبي «سحر» ونجل خالها «صلاح» تكلل بالزواج، مرت الأيام سريعا ورزقهما الله بولد وابنتين، ولأن دوام الحال من المحال عرفت الخلافات طريقها للبيت الهادئ، سرعان ما تغيرت طباع الزوج وكأنه شخص آخر غير الذي تزوجته «سحر» وما بين الضرب والمشاكل كانت تسير حياتها، خناقات لا تنتهي، وأيام في الجحيم، كانت تتحمل من أجل ابنائها، كبر "شادى" والتحق بكلية الشريعة والقانون، بينما "منار" بكلية رياض الأطفال و"سارة" طالبة بالصف الثالث الإعدادي، في المقابل دأب الزوج على ضربها وإهانتها أمام أبنائها حتى وصلت حياتهما لطريق مسدود. يمين طلاق
قبل 9 أشهر لم يكن حال «سحر» بالأفضل، بل وصلت الأحداث إلى ذروتها، ولم تطق العيش مع زوجها تحت سقف واحد، طلبت الطلاق ويذهب كل منهما لحال سبيله، ولكن قوبل طلبها بالرفض، قبل أن يتدخل أهلها ويضغطوا عليه من أجل تطليقها وهو ما حدث، ما جعل الكره والغل يتسلل إلى قلبه ناحية عائلة زوجته، وبدأت الأحداث تأخد منعطفا آخر إذ منعها من رؤية أولادها، لتحزم حقائبها وتعود لبيت والداها في الإسكندرية تجر أذيال الخيبة، مرت الأيام عليها أثقل من حمل الجبال، حتى تقدم لها رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة قبلت الزواج منه قبل أسابيع، أملا في أن يعوضها عن أيام البؤس والحرمان من زوجها الذي فقد عقله وبات لا يفكر إلا في الانتقام. ليالي كفر الشرفاء داخل شقة متواضعة بالطابق الثالث في كفر الشرفاء بمنطقة المرج يعيش «صلاح» برفقة ابنتيه "سارة ومنار" اللتين كان لهما نصيب من الضرب دون ذنب اقترفتاه، نحى الرجل ضميره جانبا ومنع عنهما مصروف البيت بدعوى عدم اهتامهما به وتجهيز الأكل له والشكوى منهما للجيران الذين كذبوا رواياته لعلمهم بتصرفاته السابقة مع زوجته صاحبة السيرة الطيبة التي كانت تحفظهم القرآن وترتدي النقاب، في المقابل كان نجله الأكبر "شادي" يسابق الزمن من أجل تجهيز شقته بالطابق السادس بنفس العقار للزواج من فتاة تدعى "آية"، كان "شادي" تربطه علاقة صداقة مع "حسام" شقيق والدته ويعتبره صديقه وليس "خاله" لقرب السن بينهما وطلب من والده أن يسمح له أن يستضيف "خاله" في شقته ومساعدته في تجهيزات الفرح الذي لم يتبقَّ عليه سوى أيام، وافق بعد ضغط وبالفعل حضر "حسام" من الإسكندرية للقاهرة ولم يكن يعلم أنه سيعود جثة هامدة. سارق الفرح كانت «سحر» تنال نصيبها من الضرب والطرد من الشقة كلما جاءت من الإسكندرية لرؤية أبنائها، ما جعلها تستأجر شقة بالطابق الرابع في نفس العقار حتى لا تفتعل مشكلات مع زوجها «صلاح» حيث لا تخرج من الشقة إلا بعد ذهابه لعمله بإحدى الشركات، في المقابل كانت الفرحة تدق قلبها كلما اقترب فرح نجلها "شادي" إلا أن فرحتها لم تكتمل وتبددت على يد زوجها "سارق الفرح" الذي تملكه الشيطان وراح يعد الخطة لإفساد الفرحة بعدما أكلته نار الانتقام عند علمه بزواج «سحر» طليقته وأم أولاده من رجل آخر، وبات يتحين الفرصة للانتقام منها ومن عائلتها. دم وسكاكين صباح الخميس الماضي خرج "شادي" لاستخراج بطاقة شخصية جديدة وترك والده وخاله "حسام" نائمين في شقته التي يجهزها من أجل الزواج، صعدت "منار" من شقتها بالطابق الثالث إلى شقة شقيقها بالطابق السادس لتوقظ والدها ولكنه أخبرها بعدم الذهاب لعمله لتتركه وتذهب إلى جامعتها، مؤاشرات ضبط الوقت تشير إلى التاسعة صباحا، نظر "صلاح" إلى "حسام" شقيق طليقته، وجده نائما وفي لحظات انهال عليه طعنا بالسكين ليتحامل على نفسه ويقف في "البلكونة" يستغيث بالجيران وسط صرخات متتالية، ما إن صعد أحد الجيران كان قد سدد له 25 طعنة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. خرجت "سحر" من الشقة التي استأجرتها بالطابق الرابع على صوت صرخات شقيقها، سرعان ما صعدت درجات السلم لتجد جارها قام بكسر الباب، وبمجرد دخولها وقبل أن تعقد الصدمة لسانها عاجلها طليقها "صلاح" ب10 طعنات متتالية، في دقائق تحولت الشقة لبركة من الدماء أشلاء جثة "سحر" وشقيقها "حسام" وسط ذهول الجيران. بعد أن نفذ جريمته قام بقطع شرايين يده ونجح في الهرب من مسرح الجريمة، لم يدم هروبه كثيرا إذ تم ضبطه بشقة شقيقه بعزبة الهجانة ليدلى باعترافات جريمته لتأمر النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات، تاركا خلفه دموع أبنائه على فقدان والدتهم وخالهم في يوم واحد وذكرى مأسوية من الصعب أن تمحوها الأيام من ذاكرتهم.