بدا من الواضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذ قرارا بتهميش مستشاره لشؤون الأمن القومي جون بولتون في الملفات السياسية الثقيلة، خاصة بعد ظهور خلافات في آرائهما حولها على مدى تاريخ طويل، كان أسلاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعكفون على دراسة كيفية تقييم وجود الولاياتالمتحدة العسكري والمدني خارج البلاد، والتنسيق مع الحلفاء ومدى الاستثمار بكثافة في المسار الدبلوماسي، بعد التشاور مع مستشاري الأمن القومي، الذين كانوا من العوامل الرئيسية لتحديد المسار الذي يختاره قائد البيت الأبيض، إلا أن ترامب اتخذ مسارًا مختلفًا بشكل خطير، سواء في عملية صنع القرار أو دراسة العواقب التي قد تنتج عنه على المستويين السياسي والعسكري. قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن ترامب همش جون بولتون، مستشاره لشؤون الأمن القومي، في عدد من الملفات السياسية الخارجية، حيث يخشى الرئيس الأمريكي الاتجاهات العفوية وغير المستنيرة لبولتون، والتي قد تكون لها عواقب وخيمة. ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين ووفقًا للصحيفة، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن ترامب همش جون بولتون، مستشاره لشؤون الأمن القومي، في عدد من الملفات السياسية الخارجية، حيث يخشى الرئيس الأمريكي الاتجاهات العفوية وغير المستنيرة لبولتون، والتي قد تكون لها عواقب وخيمة. ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين ووفقًا للصحيفة، فقد تم منع مستشار الأمن القومي جون بولتون من إجراء مناقشات حساسة بشأن أفغانستان بسبب مخاوف من تسريبه للمعلومات أو اصطدام آرائه بتوجهات الرئيس. ويأتي هذا بعد تقارير أخرى أفادت أن بولتون لم يكن ضمن المسؤولين الذين حضروا اجتماع ترامب الأخير مع كيم جونج أون أو اللقاء الذي عقده الرئيس الأمريكي العام الماضي مع الزعيم الكوري الشمالي. وأبرزت الصحيفة الخلافات الحادة في آراء كل من بولتون وترامب بشأن العديد من الملفات السياسية، وبالتحديد في ما يتعلق بكوريا الشمالية، حيث دعا مستشار الأمن القومي إلى توجيه ضربات عسكرية وقائية ضد بيونج يانج قبل أن يتقلد منصبه في البيت الأبيض. وبدا بولتون حينها غير محبذ للمسار الدبلوماسي مع بيونج يانج، وهو الأمر الذي شجع ترامب على تهميشه في المحادثات التي جرت في أكثر من جولة مع زعيم كوريا الشمالية، وكان أحدثها في بلاده بعد قمة مجموعة العشرين التي استضافتها اليابان نهاية يونيو الماضي. وفي ما يتعلق بالملف السوري، لم تكن كلمة بولتون مسموعة أيضًا لدى الرئيس الأمريكي، حيث أكد الأول في عدد من المناسبات أن الولاياتالمتحدة لن تنهي وجودها في سوريا إلا بعد التأكد من القضاء على الإيرانيين هناك، إلا أن ذلك لم يتحقق. إيران تضع خططا عسكرية لإنقاذ الحوثيين من الانهيار.. و«الأمير» كلمة السر وفاجأ الرئيس الأمريكي بولتون بقرار الانسحاب الكامل بعد بضعة أشهر، مدعمًا ذلك بإعلان رغبته في مقابلة الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأمر الذي بدا متعارضًا مع دعوات بولتون السابقة لتغيير النظام في إيران. وعلى مستوى ملف أفغانستان، اصطدم بولتون وترامب أيضًا، حيث تساءل مستشار الأمن القومي وغيره من منتقدي التعامل مع طالبان، عما إذا كان يمكن الوثوق بالحركة، كما أن بولتون كان مؤيدًا للرد العسكري مع مشكلات السياسة الخارجية بدلا من المسارات الدبلوماسية. وبدا أن ترامب لا يشارك بولتون نفس المخاوف بشأن محادثات السلام بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان، إلا أن الرئيس الأمريكي يعي تمامًا مدى عواقب إقالته لبولتون، وبالأخص على الأعضاء الآخرين في فريق الأمن القومي الأمريكي. ترامب يواصل دعم أوكرانيا عسكريا رغم العلاقات الجيدة مع بوتين وفي حين أن مراقبة سياسات ترامب ليست بالأمر الجديد، فإن تهميش بولتون لأنه يمتلك وجهة نظر مختلفة قد يدفع المسؤولين الآخرين إلى الاحتفاظ بتحليلاتهم وآرائهم لأنفسهم، وذلك خوفًا من تهميشهم بالمثل. وإذا لم يتم تزويد الرئيس بمجموعة كاملة من التحليلات والآراء حول أفغانستان، فيجوز له اتخاذ قرارات تستند إلى نظرة مشوهة للواقع أو للأولويات السياسية، الأمر الذي بدوره قد يلحق الضرر البالغ بسياسات الولاياتالمتحدة بشكل عام خلال الفترة المقبلة.