المحادثات المباشرة بين ترامب وروحاني ستكون أكثر تعقيدا من تلك التي أجراها الرئيس الأمريكي مع كيم جونج أون، حيث يواجه الرئيس الإيراني مشهدا سياسيا معقدا في الداخل منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منصبه في يناير من عام 2017، وهو يسعى بشكل جدي لمواجهة ما يعتبره أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. وفي إطار سياسة "أقصى ضغط" التي يتبعها ضد طهران، انسحب من الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات على قطاعي النفط والمصرفي في إيران. إلا أن الرئيس الأمريكي أعرب مؤخرا عن نواياه لحل القضية، حيث أشار ترامب إلى أنه منفتح على إحداث تحول كبير في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه إيران، وقدم عرضا للاجتماع بالرئيس الإيراني حسن روحاني، وربما تخفيف القيود على صادرات النفط الإيرانية. وأشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إلى أن تعليقات ترامب، التي جاءت في ختام قمة مجموعة السبع في بياريتز بفرنسا، يوم أمس الاثنين، تشبه إلى حد بعيد نهجه المتبع مع كوريا الشمالية، والذي أسفر منذ ذلك الحين عن عقد 3 اجتماعات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق. إلا أنها ترى أن وأشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إلى أن تعليقات ترامب، التي جاءت في ختام قمة مجموعة السبع في بياريتز بفرنسا، يوم أمس الاثنين، تشبه إلى حد بعيد نهجه المتبع مع كوريا الشمالية، والذي أسفر منذ ذلك الحين عن عقد 3 اجتماعات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق. إلا أنها ترى أن تحرك الرئيس الأمريكي نحو عقد محادثات مباشرة مع طهران، سيكون محفوفا بالمخاطر السياسية، أكثر مما واجهه مع بيونج يانج. ففي مؤتمر صحفي قبل العودة إلى واشنطن، قال ترامب إنه سيجتمع مع روحاني "إذا كانت الظروف مواتية" لمناقشة المواجهة بينهما بشأن الاتفاق النووي لعام 2015، إلا أنه لم يقدم المزيد من التفاصيل أو يعترف بالمخاطر السياسية التي يواجهها في محاولة التوصل إلى اتفاق. وأضاف ترامب أن "إيران بلد ذو إمكانات هائلة، ونحن لا نسعى لتغيير النظام، ولا نبحث عن هذا النوع من التغيير"، مؤكدا "أننا يمكننا القيام بذلك في فترة زمنية قصيرة للغاية، وأعتقد حقًا أن إيران يمكن أن تكون دولة عظيمة، أود أن أرى ذلك يحدث، لكن لا يمكن أن يكون لديهم أسلحة نووية". إلا أن المحادثات المباشرة بين ترامب وروحاني ستكون أكثر تعقيدا من تلك التي أجراها الرئيس الأمريكي مع الزعيم الكوري الشمالي. فخلافا لكيم، يواجه روحاني مشهدا سياسيا معقدا في الداخل، حيث يشعر الإيرانيون بخيبة أمل من الاقتصاد المنهار تحت وطأة العقوبات الأمريكية، وكثيرا ما ينقسم كبار القادة السياسيين حول ما إذا كانوا سيتعاملون مع واشنطن. وقبل الدخول في محادثات، سيحتاج روحاني إلى موافقة من المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الذي لم يشر حتى الآن إلى استعداد للتفاعل مع ترامب. وقال كبار مساعدي الرئيس الأمريكي، بمن فيهم وزير الخارجية مايكل بومبيو، إن خامنئي، وليس روحاني أو وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يجب أن يلبي مطالب الولاياتالمتحدة إذا أردنا التوصل إلى اتفاق دائم. ويرى بول سوليفان خبير الطاقة والشرق الأوسط بجامعة الدفاع الوطني بواشنطن، إن كوريا الشمالية "ليست بها البيروقراطية المعقدة والجماعات المتنافسة، مثل إيران، إنها حقا حكم فردي". بعد مقترح ماكرون.. مصير مجهول ينتظر النفط الإيراني هناك اختلاف رئيسي آخر بين الحالتين، وهي أن كوريا الشمالية لديها بالفعل أسلحة نووية، مما يمنحها نفوذا في المفاوضات، وهو ما تفتقر إليه إيران حتى الآن. المخاطر السياسية لترامب على الجانب الآخر، تقول الشبكة الأمريكية، إنه سيتعين على ترامب التغلب على العقبات السياسية الكبيرة للوصول إلى اتفاق، حيث إن عزل وإضعاف الجمهورية الإسلامية هو أحد أعمدة السياسة الخارجية التي يتفق عليها المشرعون الجمهوريون وخبراء الأمن القومي المحافظون. في الوقت نفسه، يمثل هذا النهج جزءا مهما من أسباب تأييد المحافظين اليهود، الداعمين لإسرائيل، لترامب، مثل قطب صناعة الترفيه شيلدون أدلسون. بالإضافة إلى ذلك، ستواجه أي خطوة لتحسين العلاقات بين واشنطنوطهران، معارضة شديدة في الكونجرس، وبين الحلفاء الأمريكيين الرئيسيين مثل السعودية وإسرائيل. حيث أعلن ترامب نفسه أقرب حليف لإسرائيل وعمل على دعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقام الرئيس الأمريكي بأول رحلة له في منصبه إلى السعودية، والتي اعتمد عليها للمساعدة في عزل إيران. ومن المتوقع أن يكون لقاء ترامب وروحاني تطورا هائلا، حيث إنه لم يلتق أي رئيس أمريكي مع زعيم إيراني بارز منذ أكثر من أربعة عقود، منذ الثورة الإسلامية عام 1978 وأزمة الرهائن الأمريكية التي تلت ذلك. إلا أن ترامب أشار منذ فترة طويلة إلى استعداده لكسر الإجماع السياسي حول مجموعة من القضايا، وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت تعليقاته على إيران تعكس تحولا حقيقيا في سياسته، أو ما إذا كان المتشددون في إدارته، مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون، سوف يقنعونه بالابتعاد عن الحل الدبلوماسي. وقال بول سوليفان: "إذا بدا أنه يتراجع عن الضغط على إيران، فهناك فرصة جيدة لأن يقنعه بعض مساعديه المتشددين بتبني موقف متشدد مرة أخرى". وتصاعدت التوترات بين الولاياتالمتحدةوإيران في الأشهر الأخيرة، حيث قال ترامب إنه ألغى غارة أمريكية على البلاد في اللحظة الأخيرة في يوليو الماضي بعد إسقاط طهران طائرة أمريكية بدون طيار فوق الخليج الفارسي. وألقت الولاياتالمتحدة باللوم على إيران وراء سلسلة من الهجمات على ناقلات النفط، كما احتجزت إيران سفينة بريطانية، في انتقام واضح، لاحتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية تم إطلاق سراحها مؤخرا. بدء محادثات بين إيرانوفرنسا.. وترامب يرفض التعليق "أسوأ صفقة" وفرض ترامب عقوبات قاسية على إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي العام الماضي، وهو نهج ساعد في تأجيج التضخم وتقويض الدعم المحلي لحكومة روحاني. ووصف الرئيس الأمريكي اتفاق 2015 بأنه "أسوأ صفقة على الإطلاق"، وأرجع ذلك إلى أنها لم تحظر بشكل دائم برنامج إيران النووي، وخففت قيود الأممالمتحدة على برنامج الصواريخ البالستية. وجاءت تصريحات الرئيس في ختام قمة كان يحيط بها زعماء أوروبيون حريصون على إيجاد حل دبلوماسي للتوترات المتصاعدة مع طهران، وما زالوا ملتزمين بإنقاذ اتفاق 2015. حيث أشارت "بلومبرج" إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تجاوز ذلك بدعوة ظريف، وزير الخارجية الإيراني، لحضور اجتماع على هامش مجموعة السبع. وقبل أن يتحدث ترامب في فرنسا، كرر روحاني استعداده للدخول في مفاوضات، وقال في تصريحات متلفزة: "علينا التفاوض، وعلينا أن نجد حلا، وعلينا حل المشكلة". وفي إشارة إلى استمرار الاهتمام الأوروبي ببناء الزخم نحو تحقيق انفراجة، قال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب يوم الاثنين، إنه يأمل في ترتيب لقاء بين ترامب وروحاني في غضون أسابيع، وقد تكون خلال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة الشهر المقبل في نيويورك.