هددت إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3.67%، قد تصل إلى نسبة 20% في وقت لاحق، وهي خطوة أكثر أهمية في طريق بناء سلاح نووي، لكنها لم تفعل ذلك بعد في خطوة واحدة، أقدمت إيران، على اتخاذ الخطوة الأكثر استفزازا والأقل إثارة، حيث أعلنت تجاوز إنتاجها من اليورانيوم المخصب 300 كيلوجرام، في انتهاك شروط الاتفاق النووي الإيراني. ويمثل إعلان إيران انتهاكها لشروط خطة العمل المشتركة الشاملة، لأول مرة خطوة رمزية للدولة المحاصرة، لكنها خطوة خفيفة في تأثيرها الفعلي والفوري. ففي عام 2015، أقرت الاتفاقية بنفوذ إيران الإقليمي المتنامي، لكنها وضعت السياسة جانبا، وسعت لإيجاد طريقة لوقف سعي إيران للحصول على سلاح نووي مقابل تخفيف العقوبات. العقوبات المدمرة إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رفض هذه الاتفاقية، وانسحب منها، وفرض عقوبات مدمرة مرة أخرى على طهران، تاركا لإيران اتفاقا لا تحصل على شيء منه. وسعت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، لإيجاد آلية للسماح لشركاتها بالتعامل التجاري مع إيران، لكن جهودها فشلت، حيث ترفض الشركات التعامل العقوبات المدمرة إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رفض هذه الاتفاقية، وانسحب منها، وفرض عقوبات مدمرة مرة أخرى على طهران، تاركا لإيران اتفاقا لا تحصل على شيء منه. وسعت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، لإيجاد آلية للسماح لشركاتها بالتعامل التجاري مع إيران، لكن جهودها فشلت، حيث ترفض الشركات التعامل مع طهران خوفا من العقوبات الأمريكية. إذن، ما الذي تدعي إيران أنها فعلته يوم الإثنين؟ تقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الأمر على أرض الواقع ليس كثيرا. فوفقا للاتفاق، سُمح لإيران الاحتفاظ باليورانيوم منخفض التخصيب، بنسبة 3.67%، بكميات لا تتجاوز 300 كيلوجرام، وهي كمية رمزية، وكذلك كان تجاوز هذا الحد رمزيا بنفس الدرجة. وهددت إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3.67%، قد تصل إلى نسبة 20% في وقت لاحق، وهي خطوة أكثر أهمية، لكنها لم تفعل ذلك بعد. خطر التصعيد تقول الشبكة الأمريكية إنه لصنع قنبلة نووية، يجب إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 90% أو أكثر، قبل الاتفاق، لم تخصب إيران اليورانيوم بنسبة تتجاوز 20%. ويؤكد عدد من الخبراء أن الوصول بنسبة تخصيب اليورانيوم من 20% إلى 90%، تتطلب عملا أقل من زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم من 3.67% إلى 20%، لذا فإن امتلاك طهران أكثر من 300 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67% لا يجعلها أقرب إلى امتلاك قنبلة نووية. ويرى الدكتور غاري سامور، من مركز "كراون" لدراسات الشرق الأوسط في جامعة "برانديز" أن "هذه الخطوات غير مهمة للغاية من الناحية التقنية، إنها تكتيك مساومة أكثر منها سعى لامتلاك أسلحة نووية"، مضيفا أن إيران تحاول المساومة على "تخفيف العقوبات في مقابل العمل بشروط خطة العمل المشتركة الشاملة". إلا أن هذا القرار قد يكون له تأثيران: أحدهما عملي، والآخر تصعيدي، أولا، من الناحية العملية، إذا كانت إيران تقوم بتخصيب كمية أكبر من اليورانيوم بمستويات أقل، فقد يكون لديها المزيد من أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيبه، وهذا يمكّنها من التخصيب إلى درجة نقاء أعلى وأسرع إذا رغبت في ذلك. إلا أن ذلك لم يحدث في هذه المرحلة، ولم تخصب اليورانيوم بنسبة تتجاوز 3.67%، لذلك فهي بعيدة كل البعد عن صنع قنبلة نووية. فكرة التصعيد، هي الأهم الآن، فهذه المرة هي الأولى التي تنتهك فيها إيران شروط الاتفاق النووي، بعد أن انسحبت إدارة ترامب منه وأعادت فرض العقوبات، حيث هددت إيران بخرق شروط الاتفاقية إذا لم يجد الأوروبيون طريقة لتخفيف العقوبات. والآن، فعلت إيران ذلك، حيث أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الإثنين، أن مخزون البلاد من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67% قد تجاوز 300 كيلوجرام. ويستطيع أعداء إيران الآن أن يقولوا إنها تنتهك الاتفاق، وإذا انتهك كلا الطرفين بنود اتفاق ما، فسيكون الأمر قد مات، لذا سيضغط هذا على الأوروبيين للتخلي عن إصرارهم على أن الاتفاق النووي يمكن أن يستمر حتى تغيير القيادة في البيت الأبيض، كما أنها تخاطر بالسماح للإسرائيليين بمواصلة تأجيج النيران ضدها، وهي تخاطر أيضا بالمزيد من التصعيد من قبل إدارة ترامب. إذن، فلماذا فعلت إيران هذا؟ تقول "سي إن إن" إن السبب بسيط للغاية، وهو أنه لا يمكن لطهران الالتزام بشروط الاتفاق إذا انتهكها أحد الموقعين عليها. لذا يعتقد المتشددون في إيران أنه على إيران أن تفعل شيئا ما، وإلا فإنها ستقبل بتحديد قدراتها النووية مقابل لا شيء، لكنهم كانوا أذكياء بما يكفي لعدم اتخاذ خطوات تسمح لاتهماهم بأنهم يقتربون من الحصول على سلاح نووي.