المشتبه بهم الأربعة، وهم ثلاثة روس يعيشون داخل الأراضي الروسية، ورابع أوكراني يقيم في منطقة دونيتسك التي يسيطر عليها المتمردون، تورطوا في إسقاط طائرة الخطوط الماليزية في تمام الساعة العاشرة وأربع عشرة دقيقة من صباح يوم 17 يوليو 2014، غادرت الرحلة "إم إتش 17" التابعة للخطوط الجوية الماليزية، مطار "سخيبول" في العاصمة الهولندية "أمستردام"، متجهة إلى مطار كوالالمبور الدولي، وعلى متنها 283 راكبا، و15 من أفراد الطاقم. إلا أنه بعد نحو أربع ساعات من إقلاعها، فقدت المراقبة الجوية الأوكرانية الاتصال مع الطائرة عند مرورها فوق نقطة "تاماك"، على بعد نحو 50 كيلو مترا من الحدود الأوكرانية الروسية. لتكتشف السلطات بعد ذلك، أن الطائرة انفجرت في الجو وسقطت على أرض في شرق أوكرانيا تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا. وبعد مرور نحو خمس سنوات على الحادث، وجه محققون دوليون اتهامات بالقتل لأربعة من المشتبه بهم، بسبب إسقاط الطائرة، ثلاثة منهم من الروس، من المقرر أن تبدأ محاكمتهم في مارس المقبل بهولندا. ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن ممثلي الادعاء قولهم، اليوم الأربعاء، إن هناك أدلة كافية لرفع دعاوى جنائية ضد المتهمين وبعد مرور نحو خمس سنوات على الحادث، وجه محققون دوليون اتهامات بالقتل لأربعة من المشتبه بهم، بسبب إسقاط الطائرة، ثلاثة منهم من الروس، من المقرر أن تبدأ محاكمتهم في مارس المقبل بهولندا. ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن ممثلي الادعاء قولهم، اليوم الأربعاء، إن هناك أدلة كافية لرفع دعاوى جنائية ضد المتهمين الأربعة بعد نحو خمس سنوات من إسقاط الطائرة فوق شرق أوكرانيا؛ مما أسفر عن مقتل 298 شخصا كانوا على متن الطائرة. المشتبه بهم هم إيجور جيركين، العقيد السابق في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي؛ سيرجي دوبنسكي، الموظف في وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية؛ وأوليج بولاتوف، الجندي السابق في وحدة القوات الخاصة التابعة لوكالة الاستخبارات العسكرية الروسية. المشتبه به الرابع، هو ليونيد خارتشينكو، أوكراني الجنسية، وقاد وحدة قتالية عسكرية في مدينة "دونيتسك" التي يسيطر عليها المتمردون الموالون لموسكو. وكان جيركين، وزير الدفاع في جمهورية دونيتسك الشعبية التي تدعمها موسكو، يقود الجمهورية المزعومة، عندما تم إسقاط الطائرة في 17 يوليو 2014. وشغل دوبنسكي منصب نائب جيركين في "دونيتسك"، وكان بولاتوف، نائبا لدوبنسكي، فيما عمل خارتشينكو تحت قيادتهم. وقال المحققون إن المشتبه بهم الأربعة "شكلوا سلسلة تربط "دونيتسك" مع الاتحاد الروسي"، وساهموا في حصول الانفصاليين على معدات عسكرية ثقيلة من روسيا بما في ذلك القاذفة من طراز "بوك"، والتي استخدمت لإسقاط الطائرة الماليزية. التحقيقات لم تزعم أن المتهمين "ضغطوا على زر الإطلاق" بأنفسهم، بل كانوا مسؤولين عن إحضار نظام مضاد للطائرات إلى شرق أوكرانيا، وقال المحققون إنه يمكن بالتالي اعتبارهم مسؤولين جنائيا عن قتل 298 شخصا، مشيرين إلى أنه قد صدرت أوامر اعتقال دولية بحقهم. العثور على حطام يرجح أن يكون من الطائرة الماليزية المفقودة الصحيفة البريطانية، ترى أن إعلان اليوم الأربعاء، يضع هولندا والمجتمع الدولي في مواجهة موسكو، حيث يعتقد أن المشتبه بهم الروس الثلاثة يعيشون داخل الأراضي الروسية، ويرفض الكرملين تسليم مواطنيه، فهناك احتمال ضئيل بأن يمثل جيركين ودوبنسكي، وبولاتوف أمام المحكمة عندما تبدأ محاكمتهم في 9 مارس من العام المقبل. وقال فريد فيستربك كبير المدعين العامين الهولندي، إنه لم يكن من الواضح كيف ستتم محاكمتهم غيابيًّا، وأضاف أن "الآلية" لم يتم تحديدها بعد، مشيرا إلى أنه يعتقد أن خارتشينكو، المتهم الأوكراني، مختبئ في منطقة "دونيتسك" التي يسيطر عليها المتمردون، وتقع خارج نطاق القانون الهولندي. وكان فيستربك قد انتقد بشدة الدور المزعوم للكرملين في الحادث، قائلا إن رفضه التعاون مع لجنة التحقيق الهولندية بمثابة "صفعة في وجه" عائلات الضحايا. وتابع "لدينا الآن دليل على تورط روسيا في هذه المأساة، وكان بإمكانهم إخبارنا بما حدث بالضبط، بعد يوم واحد من الحادث، حيث إنهم كانوا يعرفون أنه تم استخدام بوك في شرق أوكرانيا، لكنهم لم يقدموا لنا هذه المعلومات". من جانبها، نفت روسيا بشدة، اليوم الأربعاء، اتهامها بالتورط في إسقاط "إم إتش 17"، واشتكت من استبعادها من التحقيق على الرغم من محاولتها المشاركة فيه. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أنت تعرف موقفنا تجاه هذا التحقيق، لم تتح لروسيا فرصة للمشاركة فيها رغم أنها أظهرت استعدادها لذلك منذ الأيام الأولى لهذه المأساة". في السياق نفسه، قال فيستربك إن فريقه ما زال يبحث عن خيوط جديدة، وأضاف أنه يريد أن يعرف عن تسلسل القيادة في روسيا، وعن الجنود من اللواء 53 الصاروخي المضاد للطائرات، الذين قاموا بتجميع قاذفة "بوك" وسافروا بها من قاعدتهم في مدينة "كورسك" الروسية إلى الأراضي الأوكرانية. أشهر حوادث الطائرات منذ 2005 حتى 2015 حيث كشف المحققون عن محادثة بين أحد الجنود وامرأة تدعى "أناستازيا" على موقع التواصل الاجتماعي الروسي "فكونتاكتي"، حيث أبدى الجندي استياءه من قائده، وقال إنه تم إرساله في قافلة إلى "موقع سري في الغرب" بأوكرانيا. تم الكشف عن عدة مكالمات هاتفية أخرى تم اعتراضها، في إحداها، قام جيركين بإخبار سيرجي أكسيونوف، الزعيم الجديد لموسكو في القرم، أنه بحاجة ماسة إلى شحنات أسلحة ثقيلة من روسيا، وكان هذا الاتصال قد تم في 11 يوليو 2014، قبل أيام من شحن "بوك" إلى أوكرانيا. ويزعم أن مكالمة هاتفية أخرى أظهرت المستشار الشخصي لبوتين، فلاديسلاف سوركوف، وهو يتحدث مع ألكساندر بوروداي، رئيس وزراء "دونيتسك" المدعوم من موسكو، وقال "فيستربك" إن بورودي طلب على وجه التحديد دفاعات صاروخية مضادة للطائرات لصد هجوم أوكراني. وقالت "الجارديان" إن المحققين الهولنديين توصلوا إلى هذه النتائج بعد إجراء مقابلات مع الشهود وتحليل صور الأقمار الصناعية والتحقق من المكالمات الهاتفية، حيث أشار فيستربك إلى أنه تعذر التحقيق في منطقة شرق أوكرانيا، حيث وقع الحادث. وتم الإعلان عن هذه الاتهامات في مؤتمر صحفي في هولندا من قبل فريق التحقيق المشترك، الذي كان يحقق في الحادث، ويضم محققين من أستراليا وبلجيكا وماليزيا وهولنداوأوكرانيا. ووصف سيمون ماين، الذي كان ابنه ريتشارد واحدا من عشرة بريطانيين كانوا على متن "إم إتش 17"، هذه النتائج بأنها "رائعة"، وقال إنه شعر بالغضب لأن روسيا رفضت التعاون وأضاف أنه أمر "يبعث على الارتياح" أن القانون يأخذ مجراه. كما انتقد ماين، رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بسبب تحسن العلاقات مع بوتين، قبل اجتماع محتمل في قمة مجموعة العشرين في اليابان في وقت لاحق من هذا الشهر. روسيا: أوكرانيا المسؤولة عن تحطم الطائرة الماليزية في السياق نفسه، نشر موقع التحقيقات الصحفية "بلينج كات"، اليوم الأربعاء، تفاصيل جديدة عن أفراد يُزعم تورطهم في إسقاط "إم إتش 17"، ومن بينهم المشتبه بهم الأربعة الذين وجه لهم فريق التحقيق المشترك اتهامات، بالإضافة إلى قادة عسكريين آخرين ومقاتلين انفصاليين. حيث يدعي تقرير "بلينج كات" أن جناح المخابرات العسكرية في "دونيتسك" لعب دورا رئيسا في الحادث، حيث شارك في شراء قاذفة صواريخ "بوك" التي أسقطت الطائرة، وفي ترتيب نقلها إلى أوكرانيا من روسيا، والعودة إلى الأراضي الروسية. ويبدو أن ما لا يقل عن ثلاثة من المشتبه بهم الذين حددهم تقرير شركة "بلينج كات" قد ماتوا أو فقدوا، من بينهم إدوارد جيلازوف، المفقود منذ يوليو 2015، وأوليج شاربوف، الذي توفي في نوفمبر 2014، وسيرجي بوفاليايف، الذي توفي في روسيا في يناير 2016. وفي مايو من العام الماضي حملت كل من هولنداوأسترالياروسيا، رسميًا، المسؤولية عن الكارثة بعد الإعلان عن النتائج المتعلقة بمصدر الصاروخ، وكان من ضمن الركاب الذين ماتوا 196 هولنديا، و38 أستراليا.