ثلاث حالات انتحار ومحاولة حصيلة الثانوية العامة حتى الآن.. مغيث: الأسرة والنظام التعليمي واليأس من المستقبل أهم الأسباب.. وبركات: ظاهرة خطيرة يجب دراستها «من بوابة المستقبل إلى بوابة الآخرة» مع اقتراب ماراثون الثانوية العامة تتحول المنازل المصرية إلى ما يشبه الثكنات العسكرية، التي تُسخر فيها الأسر جميع إمكانياتهم لأبنائهم، آملين فى حصول أبنائهم على مجموع كبير يمكّنهم من الالتحاق بكليات القمة وجني ثمار عام كامل من القلق والتوتر والانتظار، إلا أن السنوات الأخيرة طرأت على المجتمع المصري فيها ظاهرة جديدة تستحق الدراسة والوقوف على أسبابها لمعالجتها، ألا وهى تحول موعد امتحانات الثانوية العامة إلى موسم انتحار الطلاب، ففى نفس الموعد من كل عام يقدم عدد من الطلاب على الانتحار. الأسباب الخوف من خوض الامتحانات والشعور باليأس من المستقبل، والقلق والتوتر والضغوط الأسرية المستمرة وشعور الطلاب بأن مرحلة الثانوية العامة هي مسألة حياة أو موت وأنها نهاية المطاف، حوّل الثانوية العامة من بوابة العبور للمستقبل إلى بوابة الآخرة، بالإضافة إلى أن الفترة العمرية الحرجة التى يكون فيها الطالب الأسباب الخوف من خوض الامتحانات والشعور باليأس من المستقبل، والقلق والتوتر والضغوط الأسرية المستمرة وشعور الطلاب بأن مرحلة الثانوية العامة هي مسألة حياة أو موت وأنها نهاية المطاف، حوّل الثانوية العامة من بوابة العبور للمستقبل إلى بوابة الآخرة، بالإضافة إلى أن الفترة العمرية الحرجة التى يكون فيها الطالب وعدم اكتمال شخصيته كونه ما زال فى مرحلة المراهقة يميل إلى الهروب من الضغوط والخوف من ردة فعل الأسرة فى حالة الإخفاق، من الأسباب التي تؤدي إلى تفكير الطلاب في الانتحار لعدم قدرة الأسرة على احتواء خوف الطالب. حالات الانتحار وفى محافظة الغردقة تمكن الأطباء فى اللحظات الأخيرة من إسعاف الطالبة بالصف الثالث الثانوى "إيمان. ع. ع"، بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية بالغردقة، عقب محاولتها الانتحار فى ال15 من يونيو الجاري، بالقفز من الطابق الثانى، لفشلها فى حل أسئلة امتحان مادة الإستاتيكا، وتبينت إصابتها بكدمات متفرقة بالجسم، ما استدعى مكوثها فى المستشفى. التفكير فى الانتحار وبحسب دراسة أعدتها الأمانة العامة للصحة النفسية، على 10 آلاف و648 طالبا وطالبة من المدارس الثانوية العامة والفنية والأزهرية والعسكرية تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما، فإن ما يقرب من 28 إلى 29 من الطلاب يعانون من مشكلات نفسية، تتراوح ما بين أعراض القلق والتوتر والتلعثم فى الكلام والاكتئاب، وهناك ما يقارب 19.5% من الطلبة يلجؤون إلى إيذاء الذات، وما يقارب 21.5% يفكرون فى الانتحار، و 33.4% منهم لجؤوا للعلاج عند طبيب نفسي، و19.9% لجؤوا لصيدلي، و15% لجؤوا للأصدقاء. الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، أرجع السبب فى تزايد حالات انتحار طلاب الثانوية العامة إلى مجموعة من العوامل المهمة، أولها شعور الطالب باليأس والخوف من المستقبل، وأن مستقبله أصبح سرابا لعدم تمكنه من الإجابة في الامتحانات بشكل يرتقي إلى تطلعات أسرته، بالإضافة إلى اليأس من الظروف الاجتماعية والنظام التعليمي. وأضاف مغيث فى تصريحات خاصة ل"التحرير": "من أسباب لجوء الطلاب إلى الانتحار فقدانهم إحساس الأمان نحو المستقبل، وعدم اكتمال نمو شخصيتهم بالشكل الكافي، كَون هؤلاء الطلاب فى مرحلة المراهقة، ما يجعلهم أكثر عرضة لهذا الإحساس لأن الشخصية الهشة تجعل الطالب الضعيف يفكر فى الهروب عند أول اختبار حقيقي له. الأسرة السبب الرئيسي وأوضح مغيث أن النظام التعليمي المصري له دور كبير أيضا فى انتحار الطلاب لأنه يتسبب فى وجود ضغوط نفسية كبيرة على الطلاب، وغير جاذب لهم ويُكرث مبدأ أن المجموع هو كل شيء وأن عدم الحصول على مجموع كبير يعنى ضياع مستقبلهم، ناهيك بخوف الطالب من ردة فعل الأسرة تجاهه فى حال الإخفاق فى الثانوية العامة «إحنا صرفنا عليك فلوس كتير على الدروس، ومش لاقيين ناكل بسببك». وناشد مغيث جميع القائمين على العملية التعليمية، ضرورة إعادة النظر فى منظومة التعليم وتغيير الطريقة التى يتم وضع الامتحانات بها حفاظا على روح الطلاب. الدكتور فايز بركات عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، قال إن تكرار حالات الانتحار بين طلاب الثانوية العامة، وتزايد أعداد المنتحرين لنفس السبب كل عام، ظاهرة خطيرة تضع علامات استفهام حول أسباب استمرارها وجهود الدولة للحد منها. وأضاف أن الأسر تقع عليها مسؤولية كبيرة في تخفيف هذا الضغط، لكن واقع الأمر أن الأسر تزيد منه على أبنائها خوفا على مستقبلهم ورغبتهم في الالتحاق بوهم كليات القمة، حتى لا تضيع جميع الأموال التي تم إنفاقها على أبنائهم خلال هذه المرحلة الصعبة هباءً. مفاهيم التربية لدى الآباء أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة سامية خضر، قالت إن التعنيف والتهديد المستمر من الآباء لأبنائهم فى حالة عدم الحصول على مجموع كبير فى الثانوية العامة، يجعل الطلاب أمام حل وحيد هو التخلص من حياتهم، وهذا نتاج لعدم معرفة أولياء الأمور بالطريقة المناسبة للتعامل مع الأبناء وإزالة الضغوط من عليهم، مشددة على أننا بحاجة إلى معايير جديدة.