شاهد عيان: الطفلة ماتت بسبب التعذيب وأمها أخدتها لبيت حماتها عشان تخفي الجريمة.. جار: شفنا "أفكار" شايلة "نغم" وكنا فاكرينها نايمة لكن كانت ميتة من الضرب «نغم يحيى» طفلة لا يتجاوز عمرها أصابع اليد الواحدة، على الرغم من براءتها ووجهها الملائكي لكل من يراها، فإن طفولتها لم تشفع لها عند زوج والدتها، الذي اعتاد على ضربها وتعذيبها بصورة يومية على أتفه الأسباب، ما ساعده في ذلك هو تشجيع الأم له على ضربها بزعم تربيتها وتهذيب أخلاقها، بل واشتراكها معه في ضرب «نغم» في كثير من الأوقات.. آخر الأسبوع الماضي، قام زوج الأم كالعادة بتعذيب «نغم» بسبب تبولها على نفسها، إلا أن الطفلة لم تتحمل تعذيب زوج الأم، ولفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه الغاشمتين، وبعد معرفة الأم بما حدث ابتكرت حيلة لإخفاء جريمة زوجها. «التحرير» انتقلت إلى شارع محمد على الرفاعي، بمنطقة زنين في بولاق الدكرور، للوقوف على التفاصيل الكاملة للحادث الأليم الذي أفجع الأهالي. يقول صابر السيد، عامل، جار المتهم: «محمد يعمل سائقا خاصا، وهو معروف بعصبيته الزائدة وشجاره المستمر مع جيرانه، ربما السبب في ذلك عمله الدائم في الشارع «التحرير» انتقلت إلى شارع محمد على الرفاعي، بمنطقة زنين في بولاق الدكرور، للوقوف على التفاصيل الكاملة للحادث الأليم الذي أفجع الأهالي. يقول صابر السيد، عامل، جار المتهم: «محمد يعمل سائقا خاصا، وهو معروف بعصبيته الزائدة وشجاره المستمر مع جيرانه، ربما السبب في ذلك عمله الدائم في الشارع واحتكاكه بشرائح مختلفة من المجتمع يومياً، وكان متزوجاً منذ عدة سنوات إلا أنه طلّق زوجته بسبب أنها كانت لا تنجب فطلقها عقب كثرة المشاكل بينهما بسبب عدم الإنجاب واعتدائه المستمر عليها». بسبب معزتين.. تجديد حبس «راعي أغنام» الجيزة 15 يوما يضيف الجار: تزوج محمد من سيدة تدعى أفكار منذ عدة أشهر، وهي سيدة مطلقة ولديها 4 أطفال، وكانت «نغم» 4 سنوات أكبرهم، وكنا من حين لآخر نسمع صوت صراخ «نغم»، في أثناء ضربها من والدتها بالاشتراك مع زوجها، حتى إن زوجتي ذهبت إليها في إحدى المرات بعد أن استمر صراخ الطفلة الصغيرة لوقت طويل. وتابع : «مراتي شافت "نغم" مربوطة من رجليها، وجسمها أزرق من كتر الضرب، ولمّا قالت لوالدتها "أفكار" إنتي ليه بتعملي فيها كده دي بنت صغيرة حرام عليكي، ردّت عليها بطريقة مش كويسة وقالتلها دي بنتي وانتي مش هاتعلميني أربي بنتي إزاي». في حين التقط طرف الحديث فريد الطوبي، 32 عاما، موظف، ويقطن في العقار الذي شهد الجريمة: «يوم الأربع اللي فات سمعت صوت طفلة صغيرة بتصرّخ من وجع الضرب، والصوت كان خارج من شقة محمد، وكان صوته هوّ كمان عالي وعمّال يقولّها عشان تحرّمي تعملي كده تاني، والصراخ استمر لحوالي ربع ساعة، بعد كده ماسمعناش صوت، وبعدها بشوية لقيت والدتها "أفكار" شايلة نغم نايمة على ايديها ونازلة من البيت، ووراها محمد زوجها وماسك في إيده باقي العيال». يصمت قليلاً شاهد العيان قبل أن يتابع حديثه قائلاً: «إحنا ماكناش عارفين إن نغم ميتة، وهما أخدوها على بيت أبو محمد، في منطقة جنبنا، واستدعوا مفتش الصحة وقالو له إن نغم سقطت من أعلى السلم بمنزل أهل زوجها وماتت، وإن الكدمات وعلامات التعذيب اللي في جسمها من الحادثة، لكن مفتش الصحة ماصدّقهاش وراح مبلّغ المباحث عشان فيه شبهة جنائية وراء قتل الطفلة». أوضح «الطوبي»، أنهم قاموا بنقل «نغم» بعيداً عن المنزل، لأننا سمعنا صوت صراخها في أثناء تعذيب زوج والدتها لها، ولكي لا ينفضح أمرهما وأن الطفلة ماتت بسبب تعذيبها، وأيضاً لكي يكون هناك شهود على روايتهم بأنها سقطت من أعلى السلالم، وبالفعل قاما والده ووالدته بالشهادة أن الطفلة ماتت بعدما سقطت من أعلى السلالم، وهو ما تم فضحه عقب ذلك. أكل ملحه وخان شرفه.. قصة جريمة على الصحراوي وفي المقابل كشفت والدة الطفلة عن كواليس الجريمة أمام جهات التحقيق، وأوضحت أنها فوجئت بتعذيب وموت ابنتها، نتيجة لبكائها الذي لم يتحمله الزوج، بعد أن تبوّلت لا إراديًا على نفسها، واتفقت مع زوجها المتهم، على تقديم بلاغ والادعاء بأن ابنتها فارقت الحياة عقب سقوطها على سلم المنزل، إلا أنه بالكشف الطبي عليها تبين وجود شبهة جنائية، وبإجراء الفحص ومناظرة الجثة تبين عدم تناسب الإصابات مع البلاغ وتبدو أنها آثار تعذيب. وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم "محمد"، بتهمة القتل العمد، 4 أيام على ذمة التحقيقات، وانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة الطفلة، التي عذبت على أيدى زوج والدتها بسبب بكائها وتبولها اللا إرادي، وبيان ما بها من إصابات وتحديد سبب الوفاة فيما قررت التصريح بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية، بالإضافة إلى طلب تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة.