المتهمة سكبت الماء المغلي على جسد طفلتها البالغة من العمر 12 سنة وكبلتها بسلسلة كلب داخل المرحاض بحجة تأديبها.. الطفلة كانت تتبول لا إراديًا من شدة التعذيب والضرب صراخ هستيري يخلع القلوب، الأهالي ينتفضون، كل يفتح باب شقته ويسأل"الصوت دا جي منين؟"، بملء حلقها كانت تصرخ وتبكي، صراخها كان يدوى فى أرجاء الشارع قرابة الساعة الواحدة ظهرًا، لكن لا أحد يجيبها، إنهم يبحثون، فيما يستمر الصراخ الممزوج بالوجع، كان الأمر لا يحتمل التجاهل أو السكوت عنه، انطلق الأهالي يفتشون عن مصدر الصوت الواهن، ووجدوا الشقة التى ينطلق الصراخ منها، دقوا الجرس وانتظروا استجابة، وكان الرد على طرق الأهالي، مزيدا من الهلع فى صراخ الصغيرة التي ينتفض جسدها وجعا وبردا. وكأن لسان حال الطفلة فى صراخها ينطق :"أيوا أنا هنا إلحقوني بموت"، تلك كانت بداية إنقاذ طفلة عمرها 12 سنة، من الاحتجاز والتعذيب بمنطقة الطالبية، ولم يعد الأمر يحتمل الانتظار: "الصوت جي من هنا اكسروا الباب".."اتصلوا بقسم الشرطة فورًا".. "انجدوا البنت"، وبالفعل دخل الأهالي والشرطة إلى الشقة يفتشون عن الفتاة وكأن لسان حال الطفلة فى صراخها ينطق :"أيوا أنا هنا إلحقوني بموت"، تلك كانت بداية إنقاذ طفلة عمرها 12 سنة، من الاحتجاز والتعذيب بمنطقة الطالبية، ولم يعد الأمر يحتمل الانتظار: "الصوت جي من هنا اكسروا الباب".."اتصلوا بقسم الشرطة فورًا".. "انجدوا البنت"، وبالفعل دخل الأهالي والشرطة إلى الشقة يفتشون عن الفتاة الصارخة، فوجدوا طفلة صغيرة عمرها 12 سنة، محتجزة فى دورة المياه، الطفلة مقيدة من يديها بسلسلة كلب حديدية، والطرف الثاني من السلسلة مثبت فى ماسورة مياه بأرضية "الحمام"، وبين الاشمئزاز والشفقة وانخلاع القلوب من المشهد، انتبه البعض: "براحة على البنت دي جسمها محروق". وبالكاد نجحت جهود الأمن والأهالي فى فك أصفاد الطفلة الحديدية، وهموا يمنحونها شيئا تشربه يهدأ روعها ويعيد إليها نبرات صوتها التى انقطعت من حدة الصراخ طلبًا للنجدة، وهنا لم تكن الفتاة تصرخ، وإنما دخلت فى موجة بكاء حامية، ولم لا وهي غير مصدقة أنها أخيرًا نجت من شرك التعذيب الأليم، وانتظر الجميع استرداد أنفاسها لتنطق ما يطمأنهم عليها، فكان ردها صدمة كبرى للحاضرين جميعًا، إذ قالت: "أمي وجوزها هما اللى عملوا فيا كدا". نقلت قوات الأمن الطفلة إلى المستشفى سريعًا، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإسعافها، وتعليق محاليل تغذية، وعلاج الحروق التى كانت تملأ جسدها برأسها ويدها وبطنها وقدميها، وتم تحرير محضرًا بالواقعة، قالت فيه الطفلة إن أمها "هداية" هى من فعلت فيها تلك الجرائم الشنعاء، وتوالت الكوارث الصادمة على لسان الفتاة وهي تشرح أسباب وجودها فى هذه الحالة. وأوضحت الصغيرة أن والدها تخلى عنها، وأحضرها للعيش مع والدتها، فباتت الأخيرة تستخدمها كخادمة، تجعلها تنظف المنزل، وتغسل الأطباق، وتنشر الغسيل، ولم تكتف بهذا بل باتت تأخذها معها لتنظف حضانة ملك للأم، تكنس الطفلة وتمسح فيها الأرض، وحينما كانت تتألم الطفلة وتكف عن العمل كان جزاؤها الضرب والتعذيب والحبس فى المنزل. وشرحت الطفلة أن والدتها كانت جلبت سلسلة كلب حديدية، وكبلتها بها، وأودعتها فى حجرة بالمنزل، تعتدى فيها عليها بالضرب، وتسكب عليها ماء مغليا فى غلاية كهربائية -من كاتل-، ومن شدة الضرب والتعذيب والخوف من جلسات التنكيل اللاحقة، أصيبت الفتاة بحالة من التبول اللاإرادي، وهو ما جعل المتهمة "الأم"، تقرر نقل تكبيل الطفلة من حجرة بالشقة إلى دورة المياه، وقالت الفتاة: "رمت ليا حاجة أنام عليها (فرشة) جوه الحمام.. علشان الأوضة متتبهدلش.. وربطتني بالسلسلة الحديد فى الماسورة". الجريمة بشعة، والتفاصيل أكثر بشاعة، فالتكبيل داخل حمام الشقة وسط الرطوبة وسقيع البرد ومياه التبول اللاإرادي استمر لمدة 5 أيام كاملة، والطفلة شعرت أنها ستموت لا شيء آخر، ومادام الموت مصيرها قررت الطفلة إطلاق صرخة النهاية، ولتكن صرخة استغاثة لعل يُسمع بها من يسخره لنجدتها وإنقاذها. وأجرى رجال المباحث التحريات عن الأم المتهمة، وتبين أنها متزوجة للمرة الثالثة، إذ أنها سبق وتزوجت وأنجبت طفلا وطفلة ثم حصلت على الطلاق، وبعدها تزوجت للمرة الثانية وأنجبت الطفلة المجني عليها، وحصلت على الطلاق ثانية وتزوجت من زوجها الحالي، وتخلى والد الفتاة عنها وألقى بها إلى والدتها لتقيم عندها، ففوجئت الطفلة بتسخيرها فى عمل المنزل والتنظيف بالحضانة، وضربها وتعذيبها لو تأخرت من شدة التعب عن تلبية أوامر الأم، وتم القبض على المتهمة وزوجها، وإحالتهما للنيابة باتهامات تعذيب نجلة الأولى. وبالقبض على الأم وزوجها، زعمت المتهمة أنها تؤدب نجلتها، قائلة: "شقية ومبتسمعش كلامي"، وزعمت أنها تعدت عليها بالضرب بقصد تأديبها، وبشأن حروق جسد الطفلة، قالت إن ابنتها تعند أمامها بما اضطرها إلى غلي مياه فى غلاية كهربائية وسكبه عليها لتأديبها، كما أنها تتبول لا إراديًا، بما جعلها تضربها لتنبيهها إلى التوقف عن ذلك، وقالت المتهمة إنها كانت تقدم لها الطعام والشراب، وبشأن اشتراك الزوج فى حفلات التعذيب والتعدي على الطفلة قالت الأم "أنا مش قادرة عليها". أحداث الجريمة البشعة شهدتها منطقة الطالبية بالجيزة، إذ فوجئ الأهالي بصراخ طفلة تدعى اختطافها واحتجازها فى حمام الشقة، وبالدخول إلى العقار لنجدتها، هال المنقذون منظرها، إذ تبين أن الصغيرة مربوطة بسلسلة حديد فى ماسورة داخل الحمام، ومصابة بآثار حروق متعددة بمختلف أنحاء جسدها، وتبين أن والدتها وزوجها هما من يفعلان بها ذلك، إذ يقومان بتشغيلها فى الأعمال المنزلية وتعذبها بسكب الماء المغلي عليها، على اليدين والقدمين والصدر والظهر، وتم نقل الطفلة إلى المستشفى وضبط الأم وزوجها، وأمرت النيابة بحبسهما عن الاتهامات المنسوبة لهما. وأمرت النيابة باستدعاء والد الطفلة لسماع أقواله، رواية الجيران، مع عرضها على الطب الشرعي لإثبات ما بها من إصابات، وحبس الأم بموجب قانون الطفل.